الإجلاس في اللغة [تعديل] الإجلاس في اللغة بمعنى الإقعاد. [۱][۲][۳][۴] وقد يفرّق بينهما بأنّه القعود هو الانتقال من عُلو إلى سفل ، والجلوس هو الانتقال من سُفل إلى عُلو، فيقال لمن هو قائم:اقعد، ولمن هو نائم أو ساجد أو مضطجع:اجلس. [۵][۶] ولكن المعلوم من استعمالات الفقهاء أنّهم لا يلتزمون بهذا الفرق فيشيرون بكلّ منهما إلى الحالة الخاصّة المعروفة.
← إجلاس السارق للقطع ظاهر بعض الفقهاء المتقدمين استحباب وقوع القطع من السارق حال كونه جالساً، [۴۸] بل لعلّ ظاهر الشيخ في المبسوط لزومه، قال: «فإذا قُدّم السارق للقطع اجلس، ولا يقطع قائماً» ولعلّه ذكر ذلك جمعاً بين نصوص القطع وما دلّ من النصوص على حرمة تعذيب المؤمن والجناية عليه بأكثر مما يجوز؛ إذ في القطع حال القيام مظنّة ذلك قال: «لأنّه أمكن له وأضبط حتى لا يتحرّك فيجنى على نفسه، وتُشدّ يدُه بحبل وتمدّ حتى يتبيّن المفصل وتوضع على شيء- لوح أو غيره- فإنّه أسهل وأعجل لقطعه، ثمّ يوضع على المفصل سكين حادّة ويدق من فوقه دقة واحدة حتى تنقطع اليد بأعجل ما يمكن... أو يوضع على الموضع حادّ ويمدّ عليه مدّة واحدة، ولا يكرّر القطع فيعذّبه؛ لأنّ الغرض إقامة الحدّ من غير تعذيب» ثمّ قال: «فإن عُلم قطعٌ أعجل من هذا قُطع به». [۴۹]
← إجلاس القاضي الخصمين بين يديه صرّح غير واحد من الفقهاء باستحباب إجلاس القاضي الخصمين بين يديه .
قال الشيخ: «أمّا موضع الجلوس فإنّه يُجلسهما بين يديه، ولا يكون أحدهما أقرب إليه». [۵۱] وقال العلّامة في القواعد : «يستحب إجلاس الخصمين بين يدي الحاكم، ولو قاما جاز». [۵۲] وقال النراقي : «قالوا: يستحب إجلاس الخصمين بين يدي الحاكم، وهو كذلك». [۵۳]وعُلّل بأنّ ذلك أقرب إلى التسوية في النظر وغيره وأسهل للمخاطبة. [۵۴][۵۵] ولعلّه لا خصوصية لإجلاس الحاكم، فلو فعل الخصمان ذلك بأنفسهما كان مستحباً أيضاً، ولذا عبّر غير واحد باستحباب الجلوس، كالمحقّق الحلي في قوله: «يستحب للخصمين أن يجلسا بين يدي الحاكم، ولو قاما بين يديه جاز». [۵۶] وكذا العلّامة في التحرير ، [۵۷] وابن سعيد، [۵۸] والشهيد، [۵۹] وهو المستفاد أيضاً من الرواية الواردة من طرق العامة من قول علي عليه السلام لشريح حين ترافعه مع يهودي: «لو لا أنّه ذمّي لجلست معه بين يديك، غير أنّي سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:لا تساووهم في المجالس». [۶۰] وبذلك اتضح أنّ هذا الاستحباب إنّما هو مع تساويهما في الإسلام ، وإلّا فقد يقال باستحباب تفضيل المسلم بجلوسه وقيام الكافر مع رعاية عدم العدول عن الحق.
وتفصيل ذلك في محله.
← إجلاس القاضي الكاتب بين يديه قال الشهيد في المسالك : «والأولى أن يُجلس الحاكم الكاتب بين يديه ليملي عليه ويشاهد ما يكتب». [۶۱] وقال في الرياض : «ينبغي أن يجلس (الكاتب) بين يديه ليملي عليه ويشاهد ما يكتب». [۶۲] وزاد عليه النراقي قوله: «ليأمن من الغلط». [۶۳][۶۴] ولا دليل عليه بالخصوص، ولذا أهمله الأصحاب . ولعلّ الوجه فيه هو مراعاة جانب الدقّة في الحكم ومقدماته كما يرشد إليه قولهم: ويشاهد ما يكتب ويأمن من الغلط. فلا خصوصية فيه، وإنّما المهمّ نظارة القاضي على مراعاة الاتقان في ما يكتبه كاتبه بأي وجه حصل، ولذلك قال الشيخ الطوسي: «الحاكم بالخيار بين أن يجلسه بين يديه ليكتب ما يكتب وهو ينظر إليه، وبين أن يجلسه ناحية منه، فإن أجلسه بين يديه فكتب وهو ينظر إليه فلا يكاد يقع فيه سهو ولا غلط، وإن أجلسه ناحية منه عرّفه ما يجري بخطابه ليكتب ذلك». [۶۵]