← صلاة الامي صرّح الفقهاء بوجوب قراءة سورة الحمد في الصلاة لمن يحسنها، وأمّا الامّي الذي لا يحسن القراءة فيجب عليه تعلّم العربية [۱۲] إجماعاً بعد دخول الوقت، [۱۳] وأمّا قبل دخول الوقت فيجب إذا علم عدم سعة الوقت له. [۱۴][۱۵] ووجوبه عيني عند بعض الفقهاء فلا يسقط بالتمكّن من الائتمام . [۱۶] ولو عجز أو ضاق الوقت وكان يحسن بعضها قرأه، ولو لم يحسن شيئاً منها قرأ من غيرها ما تيسّر، و الأقرب وجوب الإتيان بسورة كاملة إن كان يعلمها، ولو لم يحسن سورة كاملة قرأ ما يحسنه.
ولو لم يحسن شيئاً من القرآن أصلًا كبّر اللَّه وهلّله وسبّحه بقدر القراءة، ثمّ يجب عليه التعلّم، [۱۷][۱۸][۱۹] وادّعي أنّه المشهور ، [۲۰] بل عليه الإجماع . [۲۱] ولو لم يحفظ شيئاً من القرآن حتى ضاق الوقت، فصرّح جماعة بجواز القراءة من المصحف في الصلاة إن كان عارفاً. [۲۲][۲۳][۲۴][۲۵][۲۶][۲۷] نعم، ذهب بعض إلى أنّ الأقرب عدم إجزاء القراءة من المصحف مع إمكان التعلّم. [۲۸][۲۹][۳۰]
← أهمية محو الأمية في المجتمعات الإسلامية كما قد يستند في ذلك إلى عمومات وجوب التعلّم، وكذلك ما دلّ على تعلّم الكتاب و الحكمة و تعليمها ، عندما نعرف أنّ هذا الأمر متوقّف على تعلّم القراءة والكتابة، ويكون ذلك بنحو الوجوب الكفائي، فإنّ رفع حالة الامّية في المجتمع الإسلامي قد يكون واجباً كفائياً؛ لأنّ ذلك ممّا يقوّي المجتمع الإسلامي ويحقّق له المنعة و الحماية من مختلف أشكال الخطر الداخلي والخارجي، فلا يبعد القول لا سيّما في مثل زماننا هذا بوجوب التعلّم كفائياً لتحقيق هذا الغرض .
ولذلك نجد أنّ رفع حالة الامّية في المجتمع مقدّمة لتحصيل المعارف الدينية والإسلامية، كما أنّه مقدّمة لتحصين الامّة و الناس من الانحراف و الضلال ، ومقدمة لرقي المجتمع من الناحية الثقافية والعلمية والحضارية؛ فإنّ المجتمعات التي يندر فيها وجود المتعلّمين تكون في العادة مجتمعات متخلّفة تتراجع فيها المعرفة وتتهاوى فيها معالم التقدّم و التطوّر ، مع أنّ اللَّه سبحانه حثّ الإنسان على مواصلة طلب العلم وعدم التوقّف في هذا الأمر، قال سبحانه وتعالى: «وَقُل رَبِّ زِدْنِي عِلْماً». [۵۵] وبهذا يمكن إدراج وجوب رفع الامّية في المجتمع وضرورة سعي الدولة الإسلامية لتحقيق ذلك من عمومات وجوب الإعداد لمواجهة أشكال الخطر الخارجي والداخلي، ووفقاً لما أثبتته الدراسات الإحصائية والإنسانية، فإنّ المجتمعات التي لا تعرف ثقافة التدوين ، أي ثقافة القراءة والكتابة، لا تدخل مرحلة الحضارة ، وتظلّ مجتعات تعيش على هامش الحضارة.