الإطراق هو استرخاء الشيء أو الضرب . الإطراق في اللغة [تعديل] الإطراق- وزان إفعال- من طرق، وهي كما قال ابن فارس : علىأربعة اصول: أحدها: الإتيان مساءً. والثاني: الضرب . والثالث: جنس من استرخاء الشيء. والرابع: خصف شيء على شيء. فالأوّل: الطروق ، ويقال: إنّها إتيان المنزل ليلًا... و الأصل الثاني: الضرب...ويقال: طرق الفحل الناقة طرقاً، إذا ضربها، وطروقة الفحل: انثاه...». [۱] وطرق القوم يطرقهم طرقاً وطروقاً: جاءهم ليلًا. وطروقة الفحل: انثاه، وإطراق الفحل: إعارته للضراب، وأطرق رأسه، أي أماله وأسكنه، وأطرقوا وراءكم، أي استتروا بكم. [۲] [۳] [۴] [۵] الإطراق في الاصطلاح [تعديل] ولا يوجد عند الفقهاء اصطلاح خاص هنا، بل يستعملونه بنفس المعاني اللغوية؛ لهذا جاء الحديث عن الإطراق في الفقه بمعانٍ ثلاثة: ۱- إمالة الرأس، وهذا ما بحثوه في قيام الصلاة والخروج للاستسقاء . ۲- طروقة الأهل وجماعهم، وهذا ما تعرّضوا له في باب النكاح . ۳- دخول المسافر على أهله ليلًا، وهذا ما بحثوه أيضاً في باب النكاح. الحكم الإجمالي ومواطن البحث [تعديل] يختلف حكم الإطراق بحسب موارده المختلفة على ما يأتي: ← إطراق الرأس أ- في الصلاة: تعرّض الفقهاء عند البحث عن وجوب القيام في الصلاة وما يتعلّق به من الانتصاب و الاستقلال إلى أنّه يجوز إطراق الرأس حال القيام؛ لأنّه غير منافٍ للقيام ولا لصدقه. [۶] [۷] [۸] [۹] [۱۰] [۱۱] بل ذهب بعضهم إلى استحباب إرخاء الذقن على الصدر، [۱۲] وهو مستلزم للإطراق. [۱۳] خلافاً للمحكي عن ظاهر الشيخ الصدوق من وجوب انتصاب العنق و بطلان الصلاة بالإطراق. [۱۴] [۱۵] [۱۶] [۱۷] ولعلّ مستند الصدوق مرسلة حريز عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»، [۱۸] قال: « النحر الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه ونحره...». [۱۹] على أساس أنّ إقامة النحر تعني رفع العنق. وربما لهذا جعل بعض الفقهاء الرواية - لمكان إرسالها ، مع ضعف دلالتها عندهم- دليلًا على أفضلية إقامة النحر من إطراق الرأس. [۲۰] [۲۱] [۲۲] ب- حين الخروج لصلاة الاستسقاء : صرّح بعض الفقهاء بأنّه يستحبّ للناس إذا خرجوا لصلاة الاستسقاء أن يكونوا حفاة في ثياب بذلة ، مطرقي رؤوسهم، مستغفرين من ذنوبهم. [۲۳] [۲۴] ۲- إطراق الأهل و مقاربتهم : يستفاد من بعض الأخبار استحباب كثرة طروقة الأهل، والمراد منه كثرة الجماع و غشيان الرجل أهله، فقد ورد في بعض النصوص أنّها من سنن المرسلين أو أخلاق الأنبياء أو علامة ازدياد الإيمان . منها: خبر معمّر بن خلّاد، قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر ، و إحفاء الشعر، وكثرة الطروقة». [۲۵] ومنها: خبر الحسن بن الجهم أنّه قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام اختضب- إلى أن قال:- ثمّ قال: «إنّ من أخلاق الأنبياء التنظّف و التطيّب وحلق الشعر وكثرة الطروقة ». [۲۶] وورد أيضاً أنّه يحصّن الإنسان ويحفظه عن الانحراف ، ففي رواية مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السلام قال: قيل له:... فما بال المؤمن قد يكون أنكح شيء؟ قال: «لأنّه يحفظ فرجه عن فروج لا تحلّ له لكيلا تميل به شهوته هكذا وهكذا، فإذا ظفر بالحلال اكتفى به واستغنى عن غيره». [۲۷] ۳- إطراق المسافر أهله ليلًا: ذكر بعض الفقهاء أنّه يكره للمسافر إذا قدم من سفره أن يطرق أهله ليلًا، بل ينبغي أن ينام خارج داره ثمّ يدخل نهاراً؛ [۲۸] [۲۹] [۳۰] [۳۱] [۳۲] استناداً إلى رواية عبد اللَّه بن سنان عن الصادق عليه السلام، قال: «يكره للرجل إذا قدم من سفره أن يطرق أهله ليلًا حتى يصبح». [۳۳] وقيّد بعضهم الكراهة بعدم إعلامهم بالحال، وبما إذا كان بعد المبيت وغلق الأبواب ، وأنّ المراد من الأهل الزوجة ، بينما قال بعض: مقتضى إطلاق الرواية عدم الفرق بين أن يعلمهم قبل الليل وعدمه، وشموله لمجموع الليل وعدم اختصاصه بما بعد مبيتهم، وعدم الفرق بين كون الأهل زوجة وغيرها. [۳۴] [۳۵] [۳۶] [۳۷] [۳۸] [۳۹] المراجع [تعديل] المصدر [تعديل] الموسوعة الفقهية، ج۱۴، ص۴۰-۴۲. |