الإطراق - ویکی فقه 


الإطراق


هو استرخاء   الشيء أو  الضرب .


الإطراق‏ في اللغة [تعديل]

الإطراق- وزان إفعال- من طرق، وهي كما قال ابن فارس : على‏أربعة اصول:
أحدها: الإتيان مساءً.
والثاني: الضرب .
والثالث: جنس من استرخاء الشي‏ء.
والرابع: خصف شي‏ء على شي‏ء.
فالأوّل: الطروق ، ويقال: إنّها إتيان المنزل ليلًا... و الأصل   الثاني: الضرب...ويقال: طرق الفحل الناقة طرقاً، إذا ضربها، وطروقة الفحل: انثاه...». [۱]
وطرق القوم يطرقهم طرقاً وطروقاً: جاءهم ليلًا. وطروقة الفحل: انثاه، وإطراق الفحل: إعارته للضراب، وأطرق رأسه، أي أماله وأسكنه، وأطرقوا وراءكم، أي استتروا بكم. [۲] [۳] [۴] [۵]

الإطراق في الاصطلاح [تعديل]

ولا يوجد عند الفقهاء اصطلاح خاص هنا، بل يستعملونه بنفس المعاني اللغوية؛ لهذا جاء الحديث عن الإطراق في الفقه بمعانٍ ثلاثة:
۱- إمالة   الرأس، وهذا ما بحثوه في قيام الصلاة والخروج للاستسقاء .
۲- طروقة الأهل وجماعهم، وهذا ما تعرّضوا له في باب النكاح .
۳- دخول المسافر على أهله ليلًا، وهذا ما بحثوه أيضاً في باب النكاح.

 الحكم الإجمالي ومواطن البحث [تعديل]

يختلف حكم الإطراق بحسب موارده المختلفة على ما يأتي:

← إطراق الرأس‏
أ- في الصلاة:
تعرّض الفقهاء عند البحث عن وجوب القيام في الصلاة وما يتعلّق به من الانتصاب و الاستقلال   إلى أنّه يجوز إطراق الرأس حال القيام؛ لأنّه غير منافٍ للقيام ولا لصدقه. [۶] [۷] [۸] [۹] [۱۰] [۱۱]
بل ذهب بعضهم إلى استحباب إرخاء الذقن على الصدر، [۱۲] وهو مستلزم للإطراق. [۱۳] خلافاً للمحكي عن ظاهر الشيخ الصدوق   من وجوب انتصاب العنق و بطلان الصلاة بالإطراق. [۱۴] [۱۵] [۱۶] [۱۷]
ولعلّ مستند الصدوق مرسلة حريز عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»، [۱۸] قال: « النحر الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه ونحره...». [۱۹] على أساس أنّ إقامة النحر تعني رفع العنق.
وربما لهذا جعل بعض الفقهاء الرواية - لمكان إرسالها ، مع ضعف دلالتها عندهم- دليلًا على أفضلية إقامة النحر من إطراق الرأس. [۲۰] [۲۱] [۲۲]
ب- حين الخروج لصلاة الاستسقاء :
صرّح بعض الفقهاء بأنّه يستحبّ للناس إذا خرجوا لصلاة الاستسقاء أن يكونوا حفاة في ثياب بذلة ، مطرقي رؤوسهم، مستغفرين من ذنوبهم. [۲۳] [۲۴]
۲- إطراق الأهل و مقاربتهم :
يستفاد من بعض الأخبار استحباب كثرة طروقة الأهل، والمراد منه كثرة الجماع و غشيان   الرجل أهله، فقد ورد في بعض النصوص أنّها من سنن المرسلين أو أخلاق الأنبياء أو علامة ازدياد الإيمان .
منها: خبر معمّر بن خلّاد، قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام   يقول: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر ، و إحفاء الشعر، وكثرة الطروقة». [۲۵]
ومنها: خبر الحسن بن الجهم   أنّه قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام اختضب- إلى أن قال:- ثمّ قال: «إنّ من أخلاق الأنبياء التنظّف و التطيّب   وحلق الشعر وكثرة الطروقة ». [۲۶]
وورد أيضاً أنّه يحصّن الإنسان ويحفظه عن الانحراف ، ففي رواية مسعدة بن صدقة   عن جعفر بن محمّد   عن أبيه عليهما السلام قال: قيل له:... فما بال المؤمن قد يكون أنكح شي‏ء؟ قال: «لأنّه يحفظ فرجه   عن فروج لا تحلّ له لكيلا تميل به شهوته هكذا وهكذا، فإذا ظفر بالحلال اكتفى به واستغنى عن غيره». [۲۷]
۳- إطراق المسافر أهله ليلًا:
ذكر بعض الفقهاء أنّه يكره للمسافر إذا قدم من سفره أن يطرق أهله ليلًا، بل ينبغي أن ينام خارج داره ثمّ يدخل نهاراً؛ [۲۸] [۲۹] [۳۰] [۳۱] [۳۲] استناداً   إلى رواية عبد اللَّه بن سنان   عن الصادق عليه السلام، قال: «يكره للرجل إذا قدم من سفره أن يطرق أهله ليلًا حتى يصبح». [۳۳]
وقيّد بعضهم الكراهة بعدم إعلامهم بالحال، وبما إذا كان بعد المبيت وغلق الأبواب ، وأنّ المراد من الأهل الزوجة ، بينما قال بعض: مقتضى إطلاق الرواية عدم الفرق بين أن يعلمهم قبل الليل وعدمه، وشموله لمجموع الليل وعدم اختصاصه بما بعد مبيتهم، وعدم الفرق بين كون الأهل زوجة وغيرها. [۳۴] [۳۵] [۳۶] [۳۷] [۳۸] [۳۹]
 

المراجع [تعديل]

۱. معجم مقاييس اللغة، ج۳، ص۴۴۹- ۴۵۱.
۲. النهاية (ابن الأثير)، ج۳، ص۱۲۱- ۱۲۲.
۳. لسان العرب، ج۸، ص۱۵۱- ۱۵۳.
۴. القاموس المحيط، ج۳، ص۳۷۳.
۵. المعجم الوسيط، ج۱، ص۵۵۵- ۵۵۶.
۶. التذكرة، ج۳، ص۹۱.     
۷. البيان، ج۱، ص۱۵۲.     
۸. جامع المقاصد، ج۲، ص۲۰۲.    
۹. المدارك، ج۳، ص۳۲۸.    
۱۰. مستندالشيعة، ج۵، ص۳۹.    
۱۱. مستمسك العروة، ج۶، ص۱۰۷.    
۱۲. الكافي‏ في الفقه، ج۱، ص۱۴۲.    
۱۳. جواهر الكلام، ج۹، ص۲۵۳.    
۱۴. الفقيه، ج۱، ص۳۰۳، ذيل الحديث ۹۱۶.
۱۵. مفتاح الكرامة، ج۲، ص۳۰۴- ۳۰۵.
۱۶. جواهر الكلام، ج۹، ص۲۵۳.    
۱۷. مستمسك العروة، ج۶، ص۱۰۷.     
۱۸. الكوثر/سورة ۱۰۸، الآية ۲.    
۱۹. الوسائل، ج۵، ص۴۸۹، ب ۲ من القيام، ح ۳.    
۲۰. مفتاح الكرامة، ج۲، ص۳۰۵.
۲۱. مستند الشيعة، ج۵، ص۳۹- ۴۰.     
۲۲. مستمسك العروة، ج۶، ص۱۰۸.     
۲۳. الذكرى، ج۴، ص۲۵۰.    
۲۴.   مستند الشيعة، ج۶، ص۳۶۰.   
۲۵. الوسائل، ج۲۰، ص۲۴۱، ب ۱۴۰ من مقدمات النكاح، ح ۱.    
۲۶. الوسائل، ج۲۰، ص۲۴۳، ب ۱۴۰ من مقدمات النكاح، ح ۹.    
۲۷. الوسائل، ج۲۰، ص۲۴۲، ب ۱۴۰ من مقدمات النكاح، ح ۴.    
۲۸. النهاية، ج۱، ص۴۸۲.
۲۹. الشرائع، ج۲، ص۲۷۰.
۳۰. التذكرة، ج۲، ص۵۷۶ (حجرية).
۳۱. المسالك، ج۷، ص۶۸.    
۳۲. جواهرالكلام، ج۲۹، ص۱۱۸.
۳۳. الوسائل، ج۲۰، ص۱۳۱، ب ۶۵ من مقدمات النكاح، ح ۱.    
۳۴. الروضة، ج۵، ص۱۰۶- ۱۰۷.    
۳۵. المسالك، ج۷، ص۶۸.    
۳۶. الحدائق، ج۲۳، ص۱۵۵.    
۳۷. الرياض، ج۱۰، ص۸۳.     
۳۸. مستند الشيعة، ج۱۶، ص۸۲.    
۳۹. جواهرالكلام، ج۲۹، ص۱۱۸.    


المصدر [تعديل]

 الموسوعة الفقهية، ج۱۴، ص۴۰-۴۲.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار