الاستخارة (بالرقاع) - ویکی فقه 


الاستخارة (بالرقاع)


 لتصفح عناوين مشابهة، انظر الاستخارة (توضيح) .
 الاستخارة التي بمعنى استعلام الخيرة وتعرّف ما فيه المصلحة فلها أقسام متعدّدة، منها: الاستخارة بالرقاع. ۲-الاستخارة بمراجعة القلب أو المصحف الشريف، ۳-الاستخارة بالحصى والسبحة، ۴-الاستخارة بالقرعة و المساهمة ، ۵-الاستخارة بالمشاورة .


الاستخارة بالرقاع [تعديل]

ادّعى الشهيد الأوّل أنّ هذه الاستخارة مشتهرة بين  الأصحاب ، [۱] وادّعى الشهيد الثاني   أنّ ذات الرقاع الستّ أشهر الاستخارات. [۲] ولهذا النوع من الاستخارة كيفيات متعدّدة مأثورة، وهي كما يلي:

← كيفية الاولى
ما ورد في رواية هارون بن خارجة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام : «إذا أردت أمراً فخذ ستّ رقاع، فاكتب في ثلاث منها: بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، خيرة من اللَّه العزيز الحكيم لفلان بن فلانة: افعل، وفي ثلاث منها: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، خيرة من اللَّه العزيز الحكيم لفلان بن فلانة: لا تفعل، ثمّ ضعها تحت مصلّاك، ثمّ صلّ ركعتين، فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرّة: أستخير اللَّه برحمته خيرة في عافية، ثمّ استو جالساً وقل اللهمّ خر لي واختر لي في جميع اموري في يسر منك وعافية، ثمّ اضرب بيدك إلى الرقاع فشوّشها واخرج واحدة واحدة، فإن خرج ثلاث متواليات: افعل، فافعل الأمر الذي تريده، وإن خرج ثلاث متواليات: لا تفعل، فلا تفعله، وإن خرجت واحدة: افعل، والاخرى: لا تفعل، فاخرج من الرقاع إلى خمس، فانظر أكثرها، فاعمل به ودع السادسة لا تحتاج إليها». [۳]

← الكيفية الثانية
ما ورد في رواية الكليني عنعلي بن محمّد رفعه عنهم عليهم السلام: أنّه قال لبعض أصحابه عن الأمر يمضي فيه ولا يجد أحداً يشاوره، فكيف يصنع؟ قال: «شاور ربّك»، فقال له: كيف؟ قال: «انوِ الحاجة في نفسك، ثمّ اكتب رقعتين، في واحدة: لا، وفي واحدة: نعم، واجعلهما في بندقتين من طين، ثمّ صلّ ركعتين، واجعلهما تحت ذيلك، وقل: يا اللَّه، إنّي اشاورك في أمري هذا وأنت خير مستشار ومشير، فأشر عليّ بما فيه صلاح وحسن عاقبة، ثمّ أدخل يدك، فإن كان فيها: (نعم)، فافعل‏، وإن كان فيها: (لا)، لا تفعل، هكذا شاور ربّك». [۴] [۵]

← الكيفية الثالثة
ما رواه ابن طاوس عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن جعفر بن محمّد عليه السلام - في حديث- قال: «إذا عزمت على السفر أو حاجة مهمّة فأكثر من الدعاء والاستخارة، فإنّ أبي حدّثني عن أبيه ، عن جدّه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   كان يعلّم أصحابه الاستخارة كما يعلّمهم السورة من القرآن ، وإنّا لنعمل ذلك متى هممنا بأمر، ونتّخذ رقاعاً للاستخارة، فما خرج لنا عملنا عليه، أحببنا ذلك أم كرهنا»، فقال: يا مولاي، فعلّمني كيف أعمل؟ فقال: «إذا أردت ذلك فأسبغ الوضوء ، وصلّ ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة الحمد و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مائة مرّة، فإذا سلّمت فارفع يديك بالدعاء وقل في دعائك: يا كاشف الكرب ، ومفرّج الهمّ» - وذكر دعاء إلى أن قال-: «ثمّ أكثر الصلاة على محمّد و آله ، ويكون معك ثلاث رقاع قد اتّخذتها في قدَر واحد وهيئة واحدة، واكتب في رقعتين منها:
اللهمّ فاطر السماوات و الأرض ، عالم الغيب و الشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اللهمّ إنّك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وتمضي ولا أمضي، وأنت علّام الغيوب ، صلّ على محمّد وآل محمّد، وأخرج لي أحبّ السهمين إليك وخيرهما لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري، إنّك على كلّ شي‏ء قدير، وهو عليك يسير، وتكتب في ظهر إحدى الرقعتين: افعل، وعلى ظهر الاخرى: لا تفعل، وتكتب على الرقعة الثالثة: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم ، استعنت باللَّه وتوكّلت على اللَّه، وهو حسبي ونعم الوكيل ، توكّلت في جميع اموري على اللَّه الحيّ الذي لا يموت، واعتصمت بذي العزّة و الجبروت ، وتحصّنت بذي الحول والطول والملكوت، و سلام على المرسلين ، والحمد للَّه ربّ العالمين، وصلّى اللَّه على محمّد النبي وآله الطاهرين، ثمّ تترك ظهر هذه الرقعة أبيض ولا تكتب عليه شيئاً، وتطوي الثلاث رقاع طيّاً شديداً على صورة واحدة، وتجعل في ثلاث بنادق شمع أو طين على هيئة واحدة ووزن واحد، وادفعها إلى من تثق به، وتأمره أن يذكر اللَّه، ويصلّي على محمّد وآله، ويطرحها إلى كمّه، ويدخل يده اليمنى فيجيلها في كمّه ويأخذ منها واحدة من غير أن ينظر إلى شي‏ء من البنادق ، ولا يتعمّد واحدةً بعينها، ولكن أيّ واحدة وقعت عليها يده من الثلاث أخرجها، فإذا أخرجها أخذتها منه وأنت تذكر اللَّه وتسأله الخيرة فيما خرج لك، ثمّ فضّها واقرأها واعمل بما يخرج على ظهرها، وإن لم يحضرك من تثق به طرحتها أنت إلى كمّك وأجلتها بيدك وفعلت كما وصفت لك، فإن كان على ظهرها: افعل، فافعل وامض لما أردت، فإنّه يكون لك فيه إذا فعلته الخيرة إن شاء اللَّه تعالى، وإن كان على ظهرها: لا تفعل، فإيّاك أن تفعله أو تخالف، فإنّك إن خالفت لقيت عنتاً، وإن تمّ لم يكن لك فيه الخيرة، وإن خرجت الرقعة التي لم تكتب على ظهرها شيئاً فتوقّف إلى أن تحضر صلاة مفروضة، ثمّ قم فصلّ ركعتين كما وصفت لك، ثمّ صلّ الصلاة المفروضة أو صلّهما بعد الفرض ما لم تكن الفجر أو العصر ، فأمّا الفجر فعليك بالدعاء بعدها إلى أن تنبسط الشمس، ثمّ صلّهما، وأمّا العصر فصلّهما قبلها، ثمّ ادع اللَّه عزّ وجلّ بالخيرة كما ذكرت لك، وأعد الرقاع، واعمل بحسب ما يخرج لك، وكلّما خرجت الرقعة التي ليس فيها شي‏ء مكتوب على ظهرها فتوقّف إلى صلاة مكتوبة كما أمرتك إلى أن يخرج لك ما تعمل عليه إن شاء اللَّه». [۶] [۷]

← الكيفية الرابعة
ما ورد في كلام ابن طاوس، فإنّه قال: «وجدت بخط علي بن يحيى الحافظ - ولنا منه إجازة بكلّ ما يرويه- ما هذا لفظه: استخارة مولانا أمير المؤمنين   علي بن أبي طالب عليه السلام : وهي أن تضمر شيئاً، وتكتب هذه الاستخارة، وتجعلها في رقعتين وتجعلهما في مثل البندق، ويكون بالميزان، وتضعهما في إناء فيه ماء، ويكون على ظهر إحداهما: افعل، وفي الاخرى: لا تفعل، وهذه كتابتها: ما شاء اللَّه كان، اللهمّ إنّي أستخيرك خيار من فوّض إليك أمره وأسلم إليك نفسه، واستسلم إليك في أمره، وخلا لك وجهه، وتوكّل عليك فيما نزل به، اللهمّ خر لي ولا تخر عليّ، وكن لي ولا تكن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وأعنّي ولا تعن عليّ، وأمكنّي ولا تمكن منّي، واهدني إلى الخير ولا تضلّني، وأرضني بقضائك، وبارك لي في قدرك، إنّك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، وأنت على كلّ شي‏ء قدير، اللهمّ إن كانت الخيرة لي في أمري هذا في ديني ودنياي فسهّله لي، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي يا أرحم الراحمين ، إنّك على كلّ شي‏ء قدير، فأيّهما طلع على وجه الماء فافعل به ولا تخالفه إن شاء اللَّه». [۸] [۹]

← الكيفية الخامسة
ما ورد في كلام ابن طاوس أيضاً، فإنّه قال: «وجدت بخطّي على المصباح وما أذكر الآن مَن رواه لي ولا من أين نقلته ما هذا لفظه: الاستخارة المصرية عن مولانا الحجّة صاحب الزمان عليه السلام : تكتب في رقعتين: خيرة من اللَّه ورسوله لفلان بن فلانة، وتكتب في إحداهما: افعل، وفي الاخرى: لا تفعل، وتترك في بندقتين من طين، وترمي في قدح فيه ماء، ثمّ تتطهّر وتصلّي، وتدعو عقبيهما: اللهمّ إنّي أستخيرك خيار من فوّض إليك أمره- ثمّ ذكر نحو الدعاء السابق، ثمّ قال:- ثمّ تسجد وتقول فيها: أستخير اللَّه خيرة في عافية مائة مرّة، ثمّ ترفع رأسك وتتوقّع البنادق، فإذا خرجت الرقعة من الماء فاعمل بمقتضاها إن شاء اللَّه تعالى». [۱۰] [۱۱] [۱۲]

← الاستدلال على استحباب الاستخارة بالبنادق
واستدلّ بالرواية الأخيرة وكذا الرواية الرابعة والثالثة والثانية على استحباب نوع من الاستخارة التي تسمّى بالاستخارة بالبنادق التي هي في الواقع نوع من الاستخارة ذات الرقاع، وإنّما سمّى بذلك لما ورد في هذه الروايات الأربع من الأمر بجعل الرقعة في البندقة ، خلافاً للرواية الاولى.

← رد الاستدلال
وقد أنكر ابن إدريس الاستخارة بالرقاع والبنادق والقرعة، والذي دعاه إلى ذلك هو اعتقاده أنّ الأخبار التي استند إليها في استحباب الاستخارة المذكورة من أضعف أخبار الآحاد وشواذّ الأخبار؛ وعلّل ذلك بأنّ رواتها فطحيّة ملعونون، مثل زرعة ورفاعة وغيرهما، وقال مشيراً إلى زرعة ورفاعة: «لا يلتفت إلى ما اختصّا بروايته ولا يعرج عليه». [۱۳]
وذكر أيضاً أنّ المحصّلين من الأصحاب لم يتعرّضوا في كتب الفقه إلّا للاستخارة ذات الصلاة والدعاء، وإنّما تعرّضوا للاستخارة بالرقاع والبنادق والقرعة في كتب العبادات دون كتب الفقه، فإنّ الشيخ الطوسي   لم يذكر في نهايته [۱۴] و مبسوطه [۱۵] و اقتصاده   [۱۶] إلّا الاستخارة ذات الصلاة والدعاء، ولم يتعرّض للرقاع والبنادق والقرعة، وكذا الشيخ المفيد   في رسالته إلى ولده، [۱۷] فإنّه أورد روايات كثيرة فيها صلوات وأدعية، ولم يتعرّض لشي‏ء من الرقاع والبنادق، و الفقيه   عبد العزيز بن البرّاج   أورد الاستخارة ذات الصلاة والدعاء وقال: «وقد ورد في الاستخارة وجوه عديدة وأحسنها ما ذكرناه». [۱۸]وذكر أيضاً في ذيل كلامه أنّ معنى الاستخارة في كلام العرب هو طلب الخيرة من اللَّه تعالى بالدعاء. [۱۹]  وقد أراد بذلك أنّ هذا المعنى لا ينطبق على الاستخارة بالرقاع والبنادق والقرعة، وإنّما ينطبق على الاستخارة ذات الصلاة والدعاء.

← جواب العلامة الحلي
وقد أجاب العلّامة الحلّي   عن جميع ما ذكره، فأجاب عن كون رواتها فطحيّة - مثل زرعة ورفاعة- بأنّه خطأ؛ لأنّ المنقول هنا روايتان متقدّمتان، إحداهما:
ما رواه هارون بن خارجة عن الإمام الصادق عليه السلام ، والثانية ما رواه الكليني عن علي بن محمّد، رفعه عنهم عليهم السلام، وليس في طريق الروايتين زرعة ولا رفاعة. وكذلك نسبة زرعة ورفاعة إلى الفطحيّة خطأ؛ لأنّ زرعة واقفيّ ثقة وليس فطحيّاً، وأمّا رفاعة فإنّه ثقة صحيح المذهب . وأمّا ما ذكره من أنّ المحصّلين من الأصحاب لم يتعرّضوا للاستخارة ذات الرقاع في كتب الفقه وإنّما تعرّضوا في كتب العبادات، فلا يفيده فائدةً؛ لأنّه لا فرق بين التعرّض لها في كتب الفقه والتعرّض لها في كتب العبادات، فكما أنّ التعرّض لها في كتب الفقه دالّ على أنّ مختارهم هو استحبابها، كذلك التعرّض لها في كتب العبادات، فإنّه أيضاً دالّ على أنّ المختار هو استحبابها.
على أنّه قد ذكر المفيد في المقنعة [۲۰] هذا النوع من الاستخارة، وهو كتاب فقه وفتوى، وذكره الشيخ الطوسي في التهذيب [۲۱] وهو أصل الفقه.
وأمّا ما ذكره أخيراً من أنّ معنى الاستخارة هو طلب الخيرة بالدعاء، فلا ينافي استحباب الاستخارة المشتملة على أخذ الرقاع؛ لأنّها مشتملة على طلب الخيرة بالدعاء أيضاً. [۲۲]

← قول المحقق الحلي
ويبدو من كلام المحقّق الحلّي في المعتبر أنّه قد أنكر أيضاً استحباب الاستخارة بالرقاع ونحوها، فإنّه قال: «وأمّا الرقاع وما يتضمّن‏: افعل، ولا تفعل، ففي حيّز الشذوذ». [۲۳]
ونظير ذلك ما في كلام ابن إدريس المتقدّم من اعتباره أخبار الاستخارة بالرقاع ونحوها أخباراً شاذّة. وناقش الشهيد في ذلك بمنع الشذوذ؛ لأنّ المحدّثين قد دوّنوا هذا النوع من الاستخارة في كتبهم وكذلك المصنّفون في مصنّفاتهم. [۲۴]

← ضعف سند الروايات الواردة
هذا، ولكنّ الروايات المتقدّمة كلّها ضعيفة من حيث السند، أمّا الرواية الاولى فلوقوع القاسم بن عبد الرحمن الهاشمي   في طريق الرواية، ولم يشهد بوثاقته في كتب الرجال. [۲۵] وأيضاً أحمد بن محمّد البصري الضعيف. [۲۶]
و سهل بن زياد   الذي لم تثبت وثاقته عند بعض علماء الرجال، وهؤلاء الثلاثة واقعون في جميع طرق الرواية حتى في طرق ابن طاوس. [۲۷]وأمّا الرواية الثانية فلأنها مرفوعة. وأمّا الثالثة فلجهالة حال من وقع في طريق الرواية بين ابن طاوس وبين أحمد ابن محمّد بن يحيى . وأمّا ضعف سند الرواية الرابعة والأخيرة فوجهه واضح.

← الاستناد إلى قاعدة التسامح في أدلة السنن
ولكن اعتمد بعض الفقهاء على هذه الروايات؛ استناداً إلى قاعدة التسامح في أدلّة السنن ، [۲۸] [۲۹] فإنّ أخبار من بلغ   التي هي عمدة الدليل على هذه القاعدة تدلّ على جعل الحجّية لمطلق البلوغ في باب السنن والمستحبّات، وعليه فيمكن إثبات استحباب الاستخارة ذات الرقاع والبنادق بالأخبار المتقدّمة.
ولكن قد أنكر هذه القاعدة عدّة من المحقّقين، [۳۰] فإنّهم قالوا: إنّ أخبار من بلغ لا تدلّ على شي‏ء سوى الإرشاد إلى حكم العقل بحسن الانقياد، أو نحو ذلك، ولا تدلّ على جعل الحجّية لمطلق البلوغ، ولا على جعل الاستحباب للفعل البالغ عليه الثواب بهذا العنوان الثانوي.  وعلى هذا المبنى لا يمكن إثبات استحباب هذا النوع من الاستخارة بالروايات المتقدّمة.

← قول المحقق الهمداني
ثمّ إنّ المحقّق الهمداني   لم يجزم بشمول أخبار من بلغ للمقام، فإنّه قال: «إنّ شمول تلك العمومات لمثل المقام لا يخلو من تأمّل». [۳۱]
والظاهر أنّ وجهه هو أنّ أخبار من بلغ لا تثبت ما عدا الثواب من الآثار الوضعيّة من تعرّف الغيب و الكاشفيّة   والموصليّة التي هي الغرض الأصلي للمستخير في هذا النوع من الاستخارة.
ولكن جزم المحقّق النجفي   بشمول دليل التسامح للمقام، وأجاب عن الإشكال حيث قال: «الأظهر أنّ استحباب الاستخارة بهذا الطريق (أي بالقرعة والمساهمة) أو غيره لا ريب في أنّه من السنن التي يتسامح في أدلّتها، فلا بأس في نيّة القربة للمستخير بذلك حينئذٍ، ولا ينافيه اشتمال الدليل على علامة الخيرة؛ إذ لا ريب في أنّ للفاعل إيقاع فعله كيف شاء، ومباح له الفعل والترك، فلا حرج عليه بإناطة الفعل والترك بهذه العلامة؛ لاحتمال إصابتها الواقع، ولا تشريع فيه، ومن ذلك تعرف أنّه لا بأس حينئذٍ بالأخذ بجميع ما سمعت من أقسام الاستخارات وإن ضعف سند دليل بعضها». [۳۲]

← ذكر الاستخارة في كتب القدماء
ثمّ إنّ عدّة من القدماء قد ذكروا غير هذه الاستخارة في كتبهم، ولكن لم يذكروا هذه الاستخارة فيها، كما في الفقيه و المقنع و الغنية   و إشارة السبق   ورسالتي المفيد و الصدوق إلى ولديهما على ما نقل عنهما، و القاضي ابن البرّاج قد تعرّض للاستخارة ذات الصلاة والدعاء، وقال: «وقد ورد في الاستخارة وجوه عديدة أحسنها ما ذكرناه». [۳۳]
وأمّا الديلمي و ابن حمزة   فلم يتعرّضا لشي‏ء من الاستخارة، ولم ينقل لنا عن الكاتب و العماني   والتقي فيها شي‏ء. [۳۴] وعلى هذا فلا يتمّ ما ادّعاه الشهيد الأوّل، من أنّ هذه الاستخارة مشتهرة بين الأصحاب، [۳۵]
 كما لا تتمّ دعوى أنّ ضعف سند الروايات المتقدّمة مجبور بعمل المشهور؛ لأنّه على تقدير تماميّة الكبرى أنّ الصغرى ممنوعة في المقام.

المراجع [تعديل]

۱. الذكرى، ج۴، ص۲۶۵.    
۲. الروض، ج۱، ص۳۲۶.    
۳. الوسائل، ج۸، ص۶۸- ۶۹، ب ۲ من صلاة الاستخارة، ح ۱.     
۴. الكافي، ج۳، ص۴۷۳، ح ۸.    
۵. الوسائل، ج۸، ص۶۹، ب ۲ من صلاة الاستخارة، ح ۲.     
۶. الوسائل، ج۸، ص۷۰- ۷۱، ب ۲ من صلاة الاستخارة، ح ۳.    
۷. فتح الأبواب، ج۱، ص۱۶۰- ۱۶۴.
۸. الوسائل، ج۸، ص۷۲، ب ۲ من صلاة الاستخارة، ح ۴.    
۹. فتح الأبواب، ج۱، ص۲۶۴.
۱۰. الوسائل، ج۸، ص۷۲، ب ۲ من صلاة الاستخارة، ح ۵.     
۱۱. فتح الأبواب، ج۱، ص۲۶۵.
۱۲. فتح الأبواب، ج۱، ص۲۶۶.
۱۳. السرائر، ج۱، ص۳۱۳.    
۱۴. النهاية، ج۱، ص۱۳۹- ۱۴۳.    
۱۵. المبسوط، ج۱، ص۱۳۱- ۱۳۳.    
۱۶. الاقتصاد، ج۱، ص۲۷۳- ۲۷۵.    
۱۷. السرائر، ج۱، ص۳۱۴.     
۱۸. المهذّب، ج۱، ص۱۵۰.    
۱۹. السرائر، ج۱، ص۳۱۳-۳۱۴.    
۲۰. المقنعة، ج۱، ص۲۱۹.    
۲۱. التهذيب، ج۳، ص۱۸۱- ۱۸۲.    
۲۲. المختلف، ج۲، ص۳۵۶.    
۲۳. المعتبر، ج۲، ص۳۷۶.    
۲۴. الذكرى، ج۴، ص۲۶۷.    
۲۵. معجم رجال الحديث، ج۱۵، ص۲۸.    
۲۶. معجم رجال الحديث، ج۳، ص۷۱- ۷۲.    
۲۷. فتح الأبواب، ج۱، ص۱۸۱- ۱۸۸.
۲۸. جواهر الكلام، ج۱۲، ص۱۶۵.    
۲۹. العروة الوثقى، ج۴، ص۳۲۳.    
۳۰. المدارك، ج۱، ص۱۳.
۳۱. مصباح الفقيه (الصلاة)، ج۱، ص۸۵۱ (حجرية).
۳۲. جواهر الكلام، ج۱۲، ص۱۶۵.    
۳۳. المهذب، ج۱، ص۱۵۰.    
۳۴. مفتاح الكرامة، ج۳، ص۲۷۳.
۳۵. الذكرى، ج۴، ص۲۶۶-۲۶۷.    


المصدر [تعديل]

الموسوعة الفقهية، ج۱۱، ص۲۶۹-۲۷۶.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار