←← الاولى وهي الأكثر في كتب اللغة - أنّهم كانوا يستقسمون بها في امور حياتهم ، يكتبون على بعضها: افعل، وعلى بعضها:لا تفعل. [۴] وقيل: على بعضها: أمرني ربّي، وعلى بعضها: نهاني ربّي، وبعضها غفل ولم يكتب عليه شيء، وتوضع في وعاء ، فإذا أراد أحدهم سفراً أو نكاحاً أخرج قدحاً، فإن خرج ما فيه الأمر مضى لقصده، وإن خرج ما فيه النهي كفّ، وإذا خرج ما ليس عليه شيء أعاد. [۵] وقيل: إنّها كانت توضع في الكعبة يقوم بها سدنة البيت، وربما كان مع الرجل زلمان وضعهما في قرابه ، فإذا أراد الاستقسام أخرج أحدهما. [۶][۷]
←←الثانية أنّهم كانوا يستقسمون بها لحم الجزور ، حيث كان يجتمع العشرة من الرجال، فيشترون بعيراً فيما بينهم وينحرونه ويقسّمونه عشرة أجزاء، وقيل:ثمانية وعشرين جزءاً، وكان لهم عشرة قداح معروفة بينهم لها أسماء، سبعة منها لها أسهم، وثلاثة لا أنصباء لها، فيجعلونها في خريطة ويضعونها على يد من يثقون به، فيحرّكها ويدخل يده ويخرج باسم كلّ رجل قدحاً، فمن خرج قدح من الأقداح التي لا أنصباء لها لم يأخذ شيئاً، والزم بأداء ثلث قيمة البعير، فلا يزال يخرج واحداً بعد واحد حتى يأخذ أصحاب الأنصباء السبعة أنصباءَهم، ويغرم الثلاثة الذين لا أنصباء لهم قيمة البعير. [۸] وقيل: إنّ هذا المعنى هو المراد بالأزلام في المشهور ودلالة الرواية عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. [۹] والذي يظهر من ذلك أن الأزلام منها ما هو مخصّص للاستقسام بها في الامور الحياتية ، ومنها ما هو مخصّص لاستقسام لحم الجزور.
هذا كلّه في اللغة، وليس للأزلام اصطلاح فقهي خاص وإنّما ترد بنفس معناها اللغوي.
← الاستقسام بالأزلام لا إشكال في حرمة الاستقسام بالأزلام، وقد نصّ القرآن الكريم على ذلك، قال تعالى: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ». [۱۰] وقال تعالى: «إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ». [۱۱] هذا، مضافاً إلى الروايات. [۱۲][۱۳] وقد ذكر بعضهم [۱۴][۱۵] أنّه على المعنى الأوّل يكون نوعاً من التفؤّل والتكهّن غير المأذون به من اللَّه عزّ وجلّ، وعلى المعنى الثاني قماراً منهياً عنه.