الباءة - ویکی فقه 


الباءة


هي  التبوّء بمنزل وإنما سمي النكاح و التزوّج  باهاً لأنّ من تزوج إمرأةً بوّأها منزلاً .


الباءة في اللغة [تعديل]

الباء والباءة- بالمدّ من بوأ بالهمزة- لغةً: النكاح و التزوّج ، وقد يطلق على الجماع نفسه، وقيل: الباءة: هو الموضع الذي تبوء إليه الإبل ، أي ترجع، ثمّ جُعل عبارة عن المنزل ، ثم كُنّي به عن الجماع؛ لأنّه غالباً يكون في المنزل، أو لأنّ الرجل يتبوّأ من أهله ويستكنّ إليها كما يتبوّأ من داره . [۱]
وقد يأتي مِن بَوَهَ بالهاء، فيقال: باه وباهَة بمعنى النكاح، أو الحظّ منه. [۲]
ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «يا معشر الشبان، من استطاع منكم الباه فليتزوّج...». [۳]
وفي السرائر ذكر لها لغة خامسة، وهي الباءه بالهمزة والهاء الأصليّة على وزن فاعل كخاتم، [۴] وأكثر ما يرد في الروايات وكلمات الفقهاء (الباه).

الباءة في الاصطلاح [تعديل]

ويستعمل لدى الفقهاء في نفس المعنى اللغوي.

الحكم الإجمالي ومواطن البحث [تعديل]

جاء الحديث عن الباءة في موضعين من الفقه، هما:

← استحباب الباءة للقادر
ورد الحثّ على (الباه) - بمعنى النكاح أو الجماع- في روايات متعدّدة، منها:
مرسلة عبد اللَّه بن بكير   عن أحدهما عليهما السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا معشر الشباب ، عليكم بالباه، فإن لم تستطيعوه فعليكم بالصيام؛ فإنّه وجاؤه [۵]». [۶]
كما عقد الشيخ الحرّ العاملي   في الوسائل باباً في كراهة الرهبانيّة وترك (الباه)، وأورد فيه روايات ، منها: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرسلة أبي داود المسترق   عن أبي عبد اللَّه عليه السلام : «... ما بال أقوام‏ من أصحابي لا يأكلون اللحم ، ولا يشمّون الطيب ، ولا يأتون النساء ...». [۷]
وقد أفتى الفقهاء بمضمونها واستشهدوا بها على مشروعية النكاح تارة، و استحبابه   اخرى، و كراهة   تركه ثالثة. [۸]

← رجحان الإتيان بما يزيد في الباءة في الجملة
وردت في أبواب الأطعمة و الأشربة   روايات ذكر فيها ما يزيد في الباه، أو الماء أو الولد :
منها: مرسلة ثعلبة   عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «عليك بالهندباء ؛ فإنّه يزيد في الماء ويحسّن الولد...». [۹]
ومنها: ما رواه موسى بن بكر، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «كثرة أكل البيض تزيد في الولد». [۱۰]
ومنها: رواية علي بن رئاب، قال:
سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: الريح الطيّبة تشدّ القلب ، وتزيد في الجماع». [۱۱]
ومنها: ما رواه إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السلام قال: «في الخضاب ثلاث خصال: مهيبة في الحرب ، و محبّة   إلى النساء، ويزيد في الباه». [۱۲]
ومنها: مرسل ابن أبي عمير   عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «كلوا البطّيخ ؛ فإنّ فيه عشر خصال مجتمعة : هو شحمة الأرض... ويزيد في الباه، ويغسل المثانة ، ويدرّ البول ». [۱۳]
ومنها: ما روي «أنّ جزّ الشعر يزيد في الباه». [۱۴]
وقد صرّح بعض الفقهاء- كالقاضي وابن إدريس   والشهيد [۱۵] [۱۶] [۱۷] [۱۸] [۱۹]- باستحباب بعض هذه الامور المتقدّمة.

المراجع [تعديل]

۱. المصباح المنير، ج۱، ص۶۶- ۶۷.
۲. لسان العرب، ج۱، ص۵۴۴.
۳. المستدرك، ج۷، ص۵۰۶، ب ۳ من الصوم المندوب، ح ۱.     
۴. السرائر، ج۲، ص۵۱۸.    
۵. مجمع البحرين، ج۳، ص۱۹۰۶.
۶. الوسائل، ج۱۰، ص۴۱۰، ب ۴ من الصوم المندوب، ح ۱.    
۷. الوسائل، ج۲۰، ص۱۰۷، ب ۴۸ من مقدّمات النكاح، ح ۲.    
۸. التحرير، ج۳، ص۴۱۳- ۴۱۶.     
۹. الوسائل، ج۲۵، ص۱۷۹، ب ۱۰۵ من الأطعمة المباحة، ح ۲.    
۱۰. الوسائل، ج۲۵، ص۷۹، ب ۳۹ من الأطعمة المباحة، ح ۵.    
۱۱. الوسائل، ج۲، ص۱۴۳، ب ۸۹ من آداب الحمّام، ح ۹.    
۱۲. الوسائل، ج۲، ص۸۲، ب ۴۱ من آداب الحمّام، ح ۳.    
۱۳. الوسائل، ج۲۵، ص۱۷۷، ب ۱۰۲ من الأطعمة المباحة، ح ۱۰.    
۱۴. المستدرك، ج۱، ص۴۰۰، ب ۳۴ من آداب الحمّام، ح ۴.     
۱۵. المهذب، ج۲، ص۴۴۴.    
۱۶. السرائر، ج۳، ص۱۴۱.    
۱۷. الدروس، ج۳، ص۳۶.    
۱۸. الدروس، ج۳، ص۴۴.    
۱۹. الدروس، ج۳، ص۴۹.    


المصدر [تعديل]

الموسوعة الفقهية، ج۲۰، ص۳۴-۳۵.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار