البدن - ویکی فقه 


البدن


البدن من الجسد سوى  الرأس و اليدان   والرجلان و الدرع  القصيرة قدر ما يكون على الجسد.


البدن في اللغة [تعديل]

بدن الإنسان : جسده، قال اللَّه تعالى:
« فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ»، [۱] والبدن من الجسد ما سوى الرأس و الشوى ، أي الطرف . [۲] [۳] [۴] [۵]

البدن في الاصطلاح [تعديل]

واستعمل في الفقه بنفس المعنى اللغوي، كما ورد في أخبار آداب الحمّام ، كقول الإمام الصادق عليه السلام   في رواية محمد ابن حمران : «... ولا تصبّنّ عليك الماء البارد ؛ فإنّه يضعف البدن...». [۶]
وأخبار استحباب الاكتحال كقول أبي عبد اللَّه عليه السلام في رواية زرارة : « الكحل بالليل ينفع البدن...»، [۷] و كتعبير الفقهاء بستر البدن و طهارة   البدن ونحو ذلك كما يأتي.

الألفاظ ذات الصلة [تعديل]

 
← الجسم
ما جمع البدن و أعضاءه   من الإنسان و الحيوان ، [۸] [۹] والظاهر أنّه لا يقال لجسم الحيوان بدن.
ثمّ إنّ الجسم يطلق على الجرم الخارجي لكلّ شي‏ء، قال الراغب : «الجسم: ما له طول و عرض   و عمق ، ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساماً وإن قُطع ما قطع»، [۱۰] فهو أعمّ من البدن.
 
← الجسد
ما دلّ على تجمّع الشي‏ء و اشتداده كجسم الإنسان، [۱۱] فلا يقال لغيره من الأجسام المتغذّية : جسد، [۱۲] كما ويطلق على ما لا يأكل ولا يشرب من المخلوقات ذات العقول كالملائكة و الجن . [۱۳]
وقيل: إنّ الجسد هو الذي لا يعقل ولا يميّز؛ بمعنى الجثّة . [۱۴] وفرّق بين البدن والجسد بأنّ البدن ما علا من جسم الإنسان، بينما الجسد يطلق على كلّ جسم الإنسان، وقد يتداخل الاسمان إذا تقاربا في المعنى. [۱۵] ويظهر من كلام الجوهري أنّهما مترادفان . [۱۶]

← النفس
ذكر في اللغة أنّ من جملة معاني النفس الجسد، [۱۷] [۱۸] وهو على سبيل المجاز . [۱۹]

الحكم الإجمالي ومواطن البحث [تعديل]

تتعلّق بالبدن أحكام مختلفة نذكرها على نحو الإجمال ضمن العناوين التالية:
 
← الإضرار بالبدن
يحرم الإضرار بالبدن ضرراً معتدّاً به، من قبيل أكل ما يضرّ به، [۲۰] [۲۱] [۲۲] [۲۳] [۲۴] لما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «... وكلّ شي‏ء يكون فيه المضرّة على الإنسان في بدنه فحرام أكله...»، [۲۵] أو القيام بفعل يستلزم إلحاق الضرر المعتد به، [۲۶] [۲۷] كضرب البدن بالوسائل الجارحة وغيرها؛ عملًا بعموم حديث نفي الضرر . [۲۸]

← كفالة البدن
وهو الالتزام بإحضار المكفول ببدنه أو كلّ من يلزمه حضور مجلس الحكم عند  الاستدعاء ، [۲۹] ولا إشكال في صحّتها ؛ [۳۰] [۳۱] لقوله تعالى حكاية عن يعقوب: «لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ»، [۳۲] وقول إخوة يوسف عليه السلام ليوسف في الآية الكريمة: «إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ »، [۳۳] فذلك كفالة بالبدن، [۳۴] [۳۵]  [۳۶] وللروايات. والتفصيل في محلّه.

← غسل البدن
الفرض في الغُسل إيصال الماء إلى جميع البدن، [۳۷] [۳۸] ولزوم تخليل و إزالة   ما يمنع وصول الماء إليه، [۳۹] [۴۰] [۴۱] وقد ادّعي عليه الإجماع ؛ [۴۲] لقول أبي عبد اللَّه عليه السلام في رواية زرارة : «... ثمّ تغسل جسدك من لدن قرنك إلى قدميك ...». [۴۳]

← ستر البدن في الصلاة
يجب على النساء ستر جميع البدن حال الصلاة عدا الوجه والكفّين و باطن   القدمين؛ لأنّه عورة »؛ لرواية علي بن جعفر، أنّه سأل أخاه موسى بن جعفر عليه السلام عن المرأة ليس لها إلّا ملحفة   واحدة، كيف تصلّي؟ قال: «تلتفّ فيها وتغطّي رأسها وتصلّي...». [۴۴]
ويستحبّ للرجال ستر جميع البدن؛ [۴۵] [۴۶] [۴۷] لما فيه من المبالغة في الستر و تعظيم حال الصلاة، [۴۸] ولقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : «إذا صلّى أحدكم فليلبس ثوبيه ؛ فإنّ اللَّه تعالى أحقّ أن يتزيّن له». [۴۹]

← تفريق الحد على جميع البدن
يفرّق حدّ الزنا على جميع البدن إلّا الوجه و الفرج ، [۵۰] [۵۱] وقد ادّعي الإجماع عليه؛ [۵۲] لمرسلة حريز عن أبي جعفر عليه السلام   أنّه قال: «يفرّق الحدّ على الجسد كلّه، ويتّقى الفرج والوجه...». [۵۳]

← خروج البدن عن البيت حال الطواف
يجب الخروج بجميع البدن عن  البيت حتى ( الشاذروان ) حال الطواف ؛ [۵۴] [۵۵] [۵۶] لأنّه من البيت، والطواف المأمور به هو الطواف بالبيت لا الطواف فيه؛ [۵۷] لقوله تعالى: «وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ». [۵۸]

← طهارة البدن في الصلاة والطواف
يشترط في صحّة الصلاة طهارة البدن من النجاسات ؛ [۵۹] [۶۰] [۶۱] للروايات التي منها: رواية زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لا صلاة إلّا بطهور ...». [۶۲] كما يشترط طهارته و خلوّه   من النجاسة في صحّة الطواف أيضاً؛ [۶۳] [۶۴] [۶۵] للنبوي الشريف : «الطواف بالبيت صلاة»؛ [۶۶] [۶۷] والطهارة شرط في الصلاة، فتكون شرطاً في الطواف أيضاً. [۶۸] وغيره من الروايات.

← إزالة الشعر عن البدن
يستحبّ إزالة الشعر عن جميع البدن؛ [۶۹] [۷۰] لما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «أربع من أخلاق الأنبياء : التطيّب ، و التنظيف   بالموسى، وحلق الجسد بالنورة ، وكثرة الطروقة ». [۷۱]

المراجع [تعديل]

۱. يونس/سورة ۱۰، الآية ۹۲.    
۲. العين، ج۸، ص۵۱- ۵۲.    
۳. الصحاح، ج۵، ص۲۰۷۷.    
۴. معجم مقاييس اللغة، ج۱، ص۲۱۱- ۲۱۲.
۵. لسان العرب، ج۱، ص۳۴۵.
۶. الوسائل، ج۲، ص۴۴، ب ۱۳ من آداب الحمّام، ح ۱.    
۷. الوسائل، ج۲، ص۱۰۲، ب ۵۷ من آداب الحمّام، ح ۲.    
۸. العين، ج۶، ص۶۰.    
۹. لسان العرب، ج۲، ص۲۸۴.
۱۰. المفردات، ج۱، ص۱۹۶.
۱۱. معجم مقاييس اللغة، ج۱، ص۴۵۷.
۱۲. لسان العرب، ج۲، ص۲۸۱.
۱۳. العين، ج۶، ص۴۷.    
۱۴. لسان العرب، ج۲، ص۲۸۱.
۱۵. معجم الفروق اللغوية، ج۱، ص۹۲.     
۱۶. الصحاح، ج۲، ص۴۵۶.    
۱۷. الصحاح، ج۳، ص۹۸۴.    
۱۸. لسان العرب، ج۱۴، ص۲۳۴.
۱۹. تاج العروس، ج۴، ص۲۵۹.
۲۰. المسالك، ج۱۲، ص۷۰.    
۲۱. كفاية الأحكام، ج۲، ص۶۱۲.    
۲۲. الرياض، ج۱۲، ص۲۰۰.     
۲۳. تحرير الوسيلة، ج۲، ص۱۶۳.    
۲۴. منتخب الأحكام (الخامنئي)، ج۱، ص۱۷۳.
۲۵. الوسائل، ج۲۵، ص۸۴، ب ۴۲ من الأطعمة المباحة، ح ۱.    
۲۶. صراط النجاة، ج۳، ص۳۱۵.    
۲۷. منتخب الأحكام (الخامنئي)، ج۱، ص۱۷۳.
۲۸. الوسائل، ج۱۸، ص۳۲، ب ۱۷ من الخيار، ح ۳- ۵.    
۲۹. التذكرة، ج۱۴، ص۳۸۸- ۳۹۱.    
۳۰. الغنية، ج۱، ص۲۶۲.    
۳۱. السرائر، ج۲، ص۷۷.    
۳۲. يوسف/سورة ۱۲، الآية ۶۶.    
۳۳. يوسف/سورة ۱۲، الآية ۷۸.    
۳۴. الخلاف، ج۳، ص۳۲۱.    
۳۵. الخلاف، ج۳، ص۳۲۲.    
۳۶. فقه القرآن، ج۱، ص۳۸۶.    
۳۷. الخلاف، ج۱، ص۱۲۹، م ۷۳.    
۳۸. العروة الوثقى، ج۱، ص۵۲۲.    
۳۹. الحدائق، ج۳، ص۹۰.    
۴۰. كشف الغطاء، ج۲، ص۲۶۶.
۴۱. الأحكام‏الشرعية، ج۱، ص۶۹، م ۳۸۵.
۴۲. الخلاف، ج۱، ص۱۲۹، م ۷۳.    
۴۳. الوسائل، ج۲، ص۲۳۰، ب ۲۶ من الجنابة، ح ۵.    
۴۴. الوسائل، ج۴، ص۴۰۵، ب ۲۸ من لباس المصلّي، ح ۲.    
۴۵. الوسيلة، ج۱، ص۸۹.    
۴۶. القواعد، ج۱، ص۲۵۶.     
۴۷. الحدائق، ج۷، ص۳۲.    
۴۸. التذكرة، ج۲، ص۴۵۱.     
۴۹. كنز العمّال، ج۷، ص۳۳۱، ح ۱۹۱۲۰.
۵۰. الخلاف، ج۵، ص۳۷۵، م ۱۲.    
۵۱. جواهر الكلام، ج۴۱، ص۳۶۱.    
۵۲. الخلاف، ج۵، ص۳۷۵، م ۱۲.    
۵۳. الوسائل، ج۲۸، ص۹۳، ب ۱۱ من حدّ الزنا، ح ۶.    
۵۴. القواعد، ج۱، ص۴۲۶.    
۵۵. الدروس، ج۱، ص۳۹۵.    
۵۶. المدارك، ج۸، ص۱۳۳.    
۵۷. التذكرة، ج۸، ص۹۰.    
۵۸. الحجّ/سورة ۲۲، الآية ۲۹.    
۵۹. الخلاف، ج۱، ص۴۷۲، م ۲۱۷.    
۶۰. الفتاوى الواضحة، ج۱، ص۳۶۰.
۶۱. التنقيح في شرح العروة (الطهارة)، ج۲، ص۲۵۵.     
۶۲. الوسائل، ج۱، ص۳۱۵، ب ۹ من أحكام الخلوة، ح ۱.    
۶۳. الشرائع، ج۱، ص۲۶۶.
۶۴. التحرير، ج۱، ص۵۸۰.    
۶۵. دليل الناسك، ج۱، ص۲۴۵.    
۶۶. المستدرك، ج۹، ص۴۱۰، ب ۳۸ من الطواف، ح ۲.    
۶۷. كنزالعمّال، ج۵، ص۴۹، ح ۱۲۰۰۲.
۶۸. التذكرة، ج۸، ص۸۵.    
۶۹. النهاية، ج۱، ص۵۰۳.    
۷۰. السرائر، ج۲، ص۶۴۸.    
۷۱. الوسائل، ج۲، ص۱۰۷، ب ۶۰ من آداب الحمّام، ح ۸.    


المصدر [تعديل]

الموسوعة الفقهية، ج۲۰، ص۱۷۱-۱۷۴.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار