دلالة الآيات الكريمة [تعديل] ففي الكتاب الكريم : قوله تعالى: «كُنتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَت لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ »، [۴] حيث مدح اللَّه المؤمنين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما مدحهم بالإيمان به تعالى، وهذا يدلّ على مدى أهمّية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حيث اقترانهما بالإيمان باللَّه سبحانه. [۵] وقوله تعالى: «وَلْتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ». [۶] وقوله تعالى فيما خصّ به الأمر بالمعروف، وقد ذكر لقمان الحكيم ووصيّته لابنه : «يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ». [۷] إلى غير ذلك ممّا ذكره اللَّه تعالى في كتابه العزيز . [۸][۹][۱۰][۱۱]
دلالة العقل [تعديل] وكذا يدرك العقل أيضاً أهمّية هاتين الفريضتين، فإنّهما تساعدان على تعاون الناس على الخير و التعاضد في الامور الراجحة وترك الامور المرجوحة؛ لهذا نجد عقلاء العالم من كلّ الأديان يدعون إلى هذه الفريضة كلٌ حسب اعتقاده، وإذا اختلفوا فيختلفون في تحديد مصداق الحسن والقبح أو المعروف و المنكر ، فالعقل و البناء العقلائي مرشدان واضحان إلى أهمّية هذه الفريضة في حياة البشر ؛ ولذلك يرى بعض الفقهاء أنّ وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجوب عقلي كما سيأتي.