الإجادة

---

وهو جعل الشيء جيداً وباحسن صورة.


تعريف الإجادة [تعديل]

---

الجيّد ضدّ الردي‏ء، و مصدر الجودة من جاد يجود، يقال: جاد الشي‏ء يجود جودة فهو جيِّد. ^{[۱] [۲] [۳]}
والإجادة- وزان إفعالة- مصدر أجاد أصلها إجوادة حذفت الواو منها تخفيفاً لوقوعها بين ساكنين، كما في كلِّ فعل معتلّ الوسط مثل إقالة وإمالة. وإنّما زيدت الهمزة فيه للتعدية ، فأجاد الرجل أتى بالجيِّد من قول أو فعل، ومنه أجاد فلان في علمه أو في أمره . ^{[۴] [۵] [۶]}
والاستجادة طلب الجيِّد، والتجوّد بمعناها. ^{[۷] [۸]}
وليس لدى الفقهاء اصطلاح خاصّ بلفظ الإجادة، فهم يستعملونه بما له من معنى في اللغة .

الألفاظ ذات الصلة [تعديل]

---

← الإتقان
وقد تقدّم أنّ معناه في اللغة الإحكام أو الإصلاح .
والفرق بينه وبين الإجادة أنّ الإتقان يختصّ بالصنع ، والإجادة تعمُّ صنع الجيّد وإيجاده، و تجويد الفعل باختيار الجيّد من‏ متعلِّقه فيقال: أجاد الكفن و الحذاء المختار جيّدهما؛ لأنّه أجاد التكفين والتحذّي باختياره الكفن والحذاء الجيّدين، ولا يقال: اتقن الكفن والحذاء له، بل لصانعهما فقط.

الحكم الإجمالي ومواطن البحث [تعديل]

---

الإجادة في الامور بإتيان كلّ ما هو جيّد من قول أو فعل واتّخاذ الجيّد من الأشياء حسنة عند العقل ، مستحبّة للشرع بلا إشكال.
لكنّ الفقهاء لم يبيّنوا حكم مطلق الإجادة، وإنّما تعرّضوا لبيان حكم بعض مصاديقها ، فممّا ذكروه:

← إجادة الكفن
اتّفق الفقهاء على استحباب إجادة الأكفان للميِّت . ^{[۹] [۱۰] [۱۱]}
قال ابن سعيد : «يستحبّ إعداد الكفن وتجويده». ^[۱۲]
وقال العلامة الحلّي : «ويستحبّ اتّخاذ الكفن من أفخر الثياب وأحسنها». ^[۱۳]
وقال الشهيد الأوّل : «يستحبّ إعداد الكفن في حال الحياة ... ويستحبُّ إجادته عندنا». ^[۱۴]
ووردت في ذلك عدّة روايات:
منها: ما رواه يونس بن يعقوب قال:
قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «إنّ أبي أوصاني عند الموت: يا جعفر ... اشتر لي برداً واحداً و عمامة ، وأجدهما؛ فإنّ الموتى يتباهون بأكفانهم». ^[۱۵]
وفي مرسلة ابن أبي عمير ومرفوعة أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «أجيدوا أكفان موتاكم؛ فإنّها زينتهم» ^{[۱۶] [۱۷]} ح ۳. ^[۱۸]
ويتفرّع على الحكم المتقدّم بعض الأحكام التي صارت محلّ بحث بين الفقهاء ، فإنّ ثمن كفن الميِّت يخرج من أصل ماله ، وهو كلّما حسُنت نوعيّته زاد ثمنه و قيمته ، وربّما أثّرت زيادة الثمن والقيمة هذه على حصص الورثة من‏ الإرث، وأسهم الدائنين من الباقي إن كان مديناً وضاقت التركة عن سداد ديونه . فلذا اختلف الفقهاء في أنّ ما يجب أن يخرج من أصل التركة خصوص الكفن الواجب، أو هو و مطلق الزيادة المندوب إليها- في عدد القطع كالحبرة و العمامة مثلًا، أو أطوالها كالزيادة في طول اللفّافة متراً أو مترين، أو في نوعيّتها كاختيار الجيّد من الأكفان- أو هو وخصوص الزيادة النوعيّة، أو ما يناسب شأن الميّت ، أو ما لا يلحق الضرر الوارث بالورثة والدائنين أو ما يختاره الولي أو ما يوصي الميّت به وغير ذلك. ^{[۱۹] [۲۰] [۲۱]}

← إجادة الحذاء
صرّح باستحبابه بعض الفقهاء ^{[۲۲] [۲۳]} واستدلّوا عليه ببعض الروايات:
منها: صحيحة مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السلام قال: «من اتّخذ نعلًا فليستجدها». ^[۲۴]
وفي رواية السكوني عن أبي عبد اللَّه عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم مثله. ^[۲۵]
وعن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: استجادة الحذاء وقاية للبدن ، وعون على الصلاة و الطهور ». ^[۲۶]
وفي رواية الحسين بن أبي غندر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: سمعته يقول:
«جوّدوا الحذو؛ فإنّه مكيدة للعدوّ ، وزيادة في ضوء البصر ». ^[۲۷]

← إجادة الثياب
احتمل بعض الفقهاء دخوله في التجمّل الممدوح. ^[۲۸]

← إجادة العبادة
المعروف بين فقهائنا أنّ امتثال الواجب لا يتكرّر ولا يتجدّد؛ لسقوط الأمر به بالامتثال الأوّل، فيبقى الثاني بلا أمرٍ، لكن بعض الفقهاء استثنى الإعادة بقصد الإجادة ^{[۲۹] [۳۰] [۳۱]} (حجرية).

المراجع [تعديل]

---