الاستمرار - ویکی فقه 


الاستمرار


هو التلاحق والدوام بالاتصال.


الاستمرار في اللغة [تعديل]

الاستمرار لغة: دوام من دون انقطاع ، يقال: استمرّت الجلسة إذا بقت طويلًا، [۱] [۲] واستمرّ الشي‏ء: إذا مضى على طريقة واحدة، واستمرّ بالشي‏ء إذا قوي على حمله، [۳] [۴] وقال الليث : «كلّ شي‏ء قد انقادت طريقته فهو مستمرّ». [۵]
ولا يخرج استعمال الفقهاء للاستمرار عن معناه اللغوي .

الألفاظ ذات الصلة [تعديل]


← الاستدامة
وهي بمعنى طلب دوام الأمر أو الفعل، يقال: داومه أو أدامه أو استدامه ، إذا طلب دوامه. [۶] [۷] [۸]

الحكم الإجمالي ومواطن البحث [تعديل]

تعرّض الفقهاء للأحكام المرتبطة بالاستمرار في أبواب الطهارة والصلاة والصوم والاعتكاف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، نشير إليها إجمالًا فيما يلي:

← استمرار النيّة في العبادات
يعتبر استمرار النيّة شرطاً في صحّة العبادات كالطهارات الثلاث والصلاة والصوم، فلا يصحّ العمل العبادي من المكلّف إلّاإذا استمرّت نيّته إلى نهاية العمل على الإتيان به قربةً إلى اللَّه تعالى.والمراد من استمرار النيّة في العبادات أن لا يأتي المكلّف بنيّة تخالف النيّة في أوّل العمل. [۹] [۱۰] [۱۱] [۱۲]

← استمرار اللبث في المسجد للمعتكف
اعتبر الفقهاء في صحّة الاعتكاف استمرار اللبث في المسجد ثلاثة أيّام‏ فصاعداً، فلا يصحّ أقلّ منها، [۱۳] [۱۴] [۱۵] [۱۶] [۱۷] [۱۸] [۱۹] [۲۰] [۲۱] [۲۲] [۲۳] [۲۴] [۲۵] [۲۶] [۲۷] [۲۸] [۲۹] [۳۰] [۳۱] بلا خلاف في ذلك نصّاً وفتوى ، [۳۲] [۳۳] بل عليه الإجماع . [۳۴] [۳۵] [۳۶] [۳۷] [۳۸] [۳۹] [۴۰] [۴۱]
ويدلّ عليه مضافاً إلى الإجماع الروايات ، ففي صحيحة أبي بصير عن |أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا يكون الاعتكاف أقلّ من ثلاثة أيّام...». [۴۲] وفي رواية داود بن سرحان عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:«الاعتكاف ثلاثة أيّام يعني: السنّة». [۴۳] وفي خبر أبي عبيدة عن |أبي جعفر عليه السلام قال: «من اعتكف ثلاثة أيّام فهو يوم الرابع بالخيار إن شاء زاد ثلاثة أيّام اخر وإن شاء خرج من المسجد، فإن أقام يومين بعد الثلاثة فلا يخرج من المسجد حتى يتم ثلاثة أيّام». [۴۴] وغيرها من الروايات. [۴۵]
وعليه فمن نذر اعتكافاً مطلقاً وجب عليه اعتكاف ثلاثة أيّام مستمرة؛ لأنّها أقلّ ما يتحقّق به المطلق المزبور، وله أن يأتي بالأزيد. [۴۶]

← الاستمرار على ترك المعروف وفعل المنكر
يشترط في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون هناك إصرار على ارتكاب المنكر أو ترك المعروف، [۴۷] [۴۸] [۴۹] [۵۰] [۵۱] [۵۲] [۵۳] [۵۴] [۵۵] [۵۶] [۵۷] [۵۸] بمعنى أنّه إمّا أن يكون فاعلًا بالفعل للمنكر وتاركاً للمعروف، أو مريداً لاستمرار فعل المنكر وترك المعروف. [۵۹]والمراد بالاستمرار ما يعمّ الاتصال والمداومة وعدم الانقطاع في الفعل الواحد المتصل، كغصب دار الغير مثلًا أو الارتكاب ولو مرّة اخرى لا الدوام، فلو شرب مسكراً وقصد الشرب ثانياً صدق الاستمرار والاصرار ووجب النهي. [۶۰]

← استمرار المرض إلى رمضان آخر
من استمرّ به المرض من شهر رمضان إلى شهر رمضان آخر سقط قضاؤه وكفّر عن كلّ يوم من السالف بمدّ من الطعام على المشهور ؛ [۶۱] [۶۲] للأخبار المستفيضة، كصحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام: في الرجل يمرض فيدركه شهر رمضان ويخرج عنه وهو مريض ولا يصحّ حتى يدركه شهر رمضان آخر، قال: «يتصدّق عن الأوّل ويصوم الثاني...». [۶۳]
وخالف في ذلك ابن بابويه [۶۴] والعلّامة [۶۵] حيث اختارا القضاء وعدم الكفّارة ؛ لعموم قوله تعالى: «وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى‏ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ‏
أُخَرَ». [۶۶]

← استمرار الدم في الحيض
اتّفق الفقهاء على أنّ أقلّ الحيض ثلاثة أيّام فلا يحكم بحيضيّة الناقص عنها، ولكن اختلفوا في اشتراط الاستمرار والتوالي في الثلاثة وعدمه حيث اشترط ذلك المشهور، [۶۷] [۶۸] بل نسبه بعض المعاصرين إلى الشهرة العظيمة. [۶۹]
وذهب الشيخ الطوسي [۷۰] والقاضي ابن البرّاج [۷۱] وجملة من المتأخّرين [۷۲] [۷۳] [۷۴] إلى عدم الاشتراط مدّعين كفاية وقوعها متفرّقة بين الأيّام العشرة من دون توالٍ واستمرار.

المراجع [تعديل]

۱. المنجد الوسيط، ج۱، ص۹۶۶.
۲. تاج العروس، ج۳، ص۵۳۷.
۳. لسان العرب، ج۱۳، ص۷۲.
۴. تاج العروس، ج۳، ص۵۳۷.
۵. لسان العرب، ج۱۳، ص۷۲.
۶. القاموس المحيط، ج۴، ص۱۶۰.
۷. تاج العروس، ج۸، ص۲۹۵.
۸. محيط المحيط، ج۱، ص۳۰۰.
۹. المبسوط، ج۱، ص۳۹.
۱۰. جامع المقاصد، ج۱، ص۲۰۰.    
۱۱. المدارك، ج۱، ص۱۹۲.   
۱۲. جواهر الكلام، ج۲، ص۱۰۵- ۱۰۶.    
۱۳. المقنعة، ج۱، ص۳۶۳.   
۱۴. الانتصار، ج۱، ص۲۰۲.
۱۵. الكافي في الفقه، ج۱، ص۱۸۶.
۱۶. المبسوط، ج۱، ص۳۹۴.
۱۷. الخلاف، ج۲، ص۲۳۲، م ۱۰۱.    
۱۸. المراسم، ج۱، ص۹۹.   
۱۹. الوسيلة، ج۱، ص۱۵۳.   
۲۰. الغنية، ج۱، ص۱۴۶.   
۲۱. السرائر، ج۱، ص۴۲۳.    
۲۲. الشرائع، ج۱، ص۲۱۶.
۲۳. المعتبر، ج۲، ص۷۲۸.    
۲۴. التذكرة، ج۶، ص۲۴۲.   
۲۵. جامع المقاصد، ج۳، ص۹۶.    
۲۶. كفاية الأحكام، ج۱، ص۲۷۱- ۲۷۲.   
۲۷. كشف الغطاء، ج۴، ص۹۹.
۲۸. جواهر الكلام، ج۱۷، ص۱۶۶.    
۲۹. العروة الوثقى، ج۳، ص۶۷۱.    
۳۰. تحرير الوسيلة، ج۱، ص۲۷۸.
۳۱. مستند العروة (الصوم)، ج۲، ص۴۴۸.
۳۲. الحدائق، ج۱۳، ص۴۵۸.    
۳۳. جواهر الكلام، ج۱۷، ص۱۶۶.    
۳۴. الانتصار، ج۱، ص۲۰۲.
۳۵. الخلاف، ج۲، ص۲۳۳، م ۱۰۱.    
۳۶. الغنية، ج۱، ص۱۴۶.   
۳۷. السرائر، ج۱، ص۴۲۳.    
۳۸. المفاتيح، ج۱، ص۲۷۶.
۳۹. الرياض، ج۵، ص۵۰۵.    
۴۰. مستند الشيعة، ج۱۰، ص۵۴۶.   
۴۱. جواهر الكلام، ج۱۷، ص۱۶۶- ۱۶۷.    
۴۲. الوسائل، ج۱۰، ص۵۴۴، ب ۴ من الاعتكاف، ح ۲.    
۴۳. الوسائل، ج۱۰، ص۵۴۴، ب ۴ من الاعتكاف، ح ۴.    
۴۴. الوسائل، ج۱۰، ص۵۴۴، ب ۴ من الاعتكاف، ح ۳.    
۴۵. الوسائل، ج۱۰، ص۵۴۳، ب ۴ من الاعتكاف.    
۴۶. جواهر الكلام، ج۱۷، ص۱۶۶- ۱۶۷.    
۴۷. الكافي في الفقه، ج۱، ص۲۶۵.
۴۸. إشارة السبق، ج۱، ص۱۴۶.
۴۹. الوسيلة، ج۱، ص۲۰۷.   
۵۰. السرائر، ج۲، ص۲۳.    
۵۱. الجامع للشرائع، ج۱، ص۲۴۲.   
۵۲. التذكرة، ج۹، ص۴۴۳.   
۵۳. الدروس، ج۲، ص۴۷.    
۵۴. المسالك، ج۳، ص۱۰۲.    
۵۵. مجمع الفائدة، ج۷، ص۵۳۷.   
۵۶. جواهر الكلام، ج۲۱، ص۳۷۰.    
۵۷. جامع المدارك، ج۵، ص۴۰۴.   
۵۸. تحرير الوسيلة، ج۱، ص۴۳۱.
۵۹. مجمع الفائدة، ج۷، ص۵۳۷- ۵۳۸.   
۶۰. تحرير الوسيلة، ج۱، ص۴۳۲، م ۴.
۶۱. المسالك، ج۲، ص۶۰.    
۶۲. جواهر الكلام، ج۱۷، ص۲۵.    
۶۳. الوسائل، ج۱۰، ص۳۳۵- ۳۳۶، ب ۲۵ من أحكام شهر رمضان، ح ۲.    
۶۴. السرائر، ج۱، ص۳۹۵.    
۶۵. التحرير، ج۱، ص۴۹۹.
۶۶. البقرة/سورة ۲، الآية ۱۸۵.    
۶۷. مستند الشيعة، ج۲، ص۳۸۹.   
۶۸. جواهر الكلام، ج۳، ص۱۴۹.    
۶۹. الرياض، ج۱، ص۳۶۰.    
۷۰. النهاية، ج۱، ص۲۶.   
۷۱. جواهر الفقه، ج۱، ص۱۵.   
۷۲. مجمع الفائدة، ج۱، ص۱۴۳.
۷۳. كشف اللثام، ج۲، ص۶۵.   
۷۴. الحدائق، ج۳، ص۱۵۹.    


المصدر [تعديل]

الموسوعة الفقهية ج۱۲، ص۲۱۴-۲۱۷.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار