← التحية بالإصباح خيراً التحيّة التي يترتّب عليها الثواب في الإسلام ويجب ردّها بعنوان التحيّة لا بعنوان آخر هي السلام ، وتتحقّق بذكر ( السلام عليكم ) وما يشتقّ منه.
أمّا التحيّة بغيره مثل: صبّحك اللَّه بالخير، فليس لها آثار التحيّة بالسلام عند المشهور ، وحكم ردّها تارةً يكون في غير حال الصلاة، واخرى في حال الصلاة .
أمّا في الموضع الأوّل فالمشهور عدم وجوب ردّها، [۳۸][۳۹] خلافاً للعلّامة الحلّي في المختلف ، فأوجب الردّ في كلّ ما يسمّى تحيّة؛ [۴۰] محتجّاً بعموم قوله تعالى:
«وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا». [۴۱] ونوقش ذلك بأنّ عموم الآية الكريمة غير ثابت؛ لأنّها مفسّرة بالسلام عند جمهور المفسّرين وأهل اللغة . [۴۲][۴۳] قال السيّد السبزواري : «ويكفي الشكّ في شمولها لغيرها في عدم جواز التمسّك بها؛ لأنّها حينئذٍ من التمسّك بالعام في الشبهة المصداقية، مع أنّه لم يقل أحد بوجوب تعويض كلّ برٍّ و إحسان ». [۴۴] واحتجّ المشهور بالأصل و السيرة وظهور الاتّفاق ، [۴۵][۴۶] ويشير إليه صحيح ابن مسلم [۴۷] الآتي، فإنّ قوله: (كيف أصبحت) نوع من التحيّة، وقد سكت الإمام عليه السلام ولم يجبه. [۴۸][۴۹] نعم، ذكر بعضهم بعد نفيه لوجوب الردّ أنّه أحوط؛ [۵۰] خروجاً عن شبهة احتمال وجوب التعميم . [۵۱] وأمّا في الموضع الثاني- أي حال الصلاة - فلا يجب الردّ، قال السيّد الخوئي : «فبناءً على عدم وجوب الردّ في غير حال الصلاة فالأمر واضح، وأمّا بناءً على الوجوب فكذلك على ما دلّت عليه صحيحة محمّد بن مسلم، حيث تضمّنت سكوته عليه السلام عن ردّ ابن مسلم حينما قال له: (كيف أصبحت)؛ إذ لا ريب في كونه نوعاً من التحيّة العرفية ، فسكوته خير دليل على عدم الوجوب، على أنّا لو بنينا على وجوب الردّ فصحّة الصلاة معه لا تخلو من إشكال؛ لعدم الدليل على اغتفار ما عدا ردّ السلام من كلام الآدميّين ، ومن البيّن أنّ وجوب التكلّم لا ينافي البطلان، كما لو اضطرّ إليه لإنقاذ غريق مثلًا». [۵۲] لكن لو أراد الردّ فالأحوط أن يكون بقصد الدعاء ، كما ذكر بعضهم. [۵۳][۵۴][۵۵]