الإخبات - ویکی فقه 


الإخبات


هو الاطمئنان و الاتساع مع الخفاء .


الإخبات في اللغة [تعديل]

الإخبات- وزان إفعال - مصدر أخبت من الخبت بمعنى ما اطمأنّ من الأرض واتّسع لكن مع خفاء و غموض ؛ ولذلك قيل: الخبت، ما اطمأنّ من الأرض وغمُض، فإذا خرجتَ منه أفضيتَ إلى سَعة .
وقيل: الخبت، الخفيّ المطمئن من الأرض فيه رمل .
وقيل: الوادي العميق الوطي‏ءُ . [۱]
فالخبت‏ يفيد معنى الانخفاض مع اتّساع وخفاء.
والإخبات هو فعل الخبت بالنفس فيكون فعلًا لازماً سواء كان أمراً ظاهراً كنزول الوادي المتّسع فيقال: أخبت كأسهل وأنجد، [۲] [۳] [۴] أو باطناً كتنزّل النفس و استكانتها الذي هو معنى التواضع والخشوع و الخضوع . [۵] [۶] [۷]
لكن فُرِّق بين هذه المعاني ببعض الفروق تأتي الإشارة إليها في الألفاظ ذات الصلة .

الإخبات في الاصطلاح [تعديل]

وليس لدى الفقهاء معنىً خاصٌّ بلفظ إخبات، فهم يستعملونه في معناه اللغوي .

الألفاظ ذات الصلة [تعديل]


← الخشوع
هو السكون والانخفاض عن رهبة ، [۸] [۹] والإخبات استكانة وانخفاض عن رغبة . والخشوع يختصّ بالجوارح، [۱۰] [۱۱] والإخبات يُستعمل في الجوانح . [۱۲] ومع ذلك فقد فسّر بعض اللغويين الإخبات بالخشوع والخضوع كما تقدّم.

← التذلل
هو إظهار العجز و الانكسار أمام من يتذلّل له، [۱۳] والإخبات هو ركون واستكانة لا عن عجز ويكون مع خفاء، لا مطلقاً كما في التذلّل .

← الطاعة
وهي الانقياد و الامتثال لإرادة الغير وأمره بالعمل على طبقهما، فالطاعة مشروطة بهما، بخلاف الإخبات فإنّه قد لا يكون صادراً عنهما بل ابتداء .

الحكم الإجمالي ومواطن البحث [تعديل]

لا إشكال في أنّ الإخبات إلى اللَّه سبحانه مطلوب شرعاً و عقلًا ؛ لأنّه مقتضى أدب العبوديّة، وقد جعل الإخبات للَّه تعالى من علائم الإيمان ، وورد الأمر به في القرآن الكريم و الأحاديث و الأدعية الشريفة، قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلى‏ رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ »، [۱۴] وقال عزّ وجلّ أيضاً: «فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ • الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصَّابِرِينَ عَلى‏ ما أَصابَهُمْ وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ». [۱۵]
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «اللّهمّ إنّي أسألك إخبات المخبتين...». [۱۶] [۱۷]
وعن عليّ بن الحسين عليه السلام أنّه دعا بقوله: «ربِّ سهِّل توبةً إليك وأعنّي عليها واحملني على محجّة الإخبات لك». [۱۸]
لكنّ أحداً من الفقهاء لم يتعرّض لحكمه إلّا في مواضع خاصّة، منها تشييع الجنازة و الدعاء للميّت عند تلقينه بعد دفنه وصلاة الاستسقاء .


المراجع [تعديل]

۱. لسان العرب، ج۲، ص۲۷.   
۲. معجم الفروق اللغوية، ج۱، ص۲۵.   
۳. المفردات، ج۱، ص۱۴۱.   
۴. أساس البلاغة، ج۱، ص۱۵۱.
۵. الصحاح، ج۱، ص۲۴۷.   
۶. معجم مقاييس اللغة، ج۲، ص۲۳۸.
۷. النهاية (ابن الأثير)، ج۲، ص۴.
۸. معجم الفروق اللغوية، ج۱، ص۲۱۶.   
۹. مفردات ألفاظ القرآن، ج۱، ص۱۴۸.   
۱۰. المفردات، ج۱، ص۱۴۸.   
۱۱. كشّاف القناع، ج۱، ص۴۷۴.
۱۲. معجم ألفاظ الفقه الجعفري، ج۱، ص۳۵.
۱۳. لسان العرب، ج۵، ص۵۵.
۱۴. هود/سورة ۱۱، الآية ۲۳.    
۱۵. الحج/سورة ۲۲، الآية ۳۴، ۳۵.
۱۶. مكارم الأخلاق، ج۲، ص۱۳۹، ح ۲۳۴۹.
۱۷. المستدرك، ج۴، ص۳۷۸، ب ۴۵ من قراءة القرآن، ح ۹.   
۱۸. الصحيفة السجّادية، ج۱، ص۴۴۸الدعاء ۱۹۹.


المصدر [تعديل]

الموسوعة الفقهية، ج۷، ص۲۴۹.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار