إكرام الزوجة والأرحام
ورد في النصوص والفتاوى الحديث عن
إكرام الزوجة والأرحام ونوجز ذلك كالتالي:
إكرام الوالدين [تعديل]
يستحبّ إكرام الوالدين خصوصاً
الامّ ؛
[۱] [۲] لكونه مشمولًا لقوله تعالى: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»،
[۳] فإنّ الإكرام من أفضل مظاهر
الإحسان .وللروايات:
منها: ما رواه منصور بن حازم، قال: قلت
لأبي عبد اللَّه عليه السلام: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة لوقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل اللَّه».
[۴]
ومنها: رواية
يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «بينما
موسى عليه السلام يناجي ربّه إذ رأى رجلًا تحت ظلّ عرش اللَّه، فقال: يا ربّ، من هذا الذي قد أظلّه عرشك؟ قال: هذا كان بارّاً بوالديه ولم يمش بالنميمة».
[۵]
ومنها: ما رواه حكم بن الحسين عن
علي بن الحسين عليهما السلام قال: «جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما من عمل قبيح إلّاوقد عملته، فهل لي من توبة؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: فهل من والديك أحد حيّ؟ قال: أبي، قال: فاذهب فبرّه، قال: فلما ولّى، قال
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لو كانت امّه».
[۶]
ومنها: ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «من سرّه أن يمدّ له في عمره ويبسط له في رزقه فليصل أبويه؛ فإنّ صلتهما من طاعة اللَّه».
[۷] [۸]
ومنها: ما روي عن
الإمام الصادق عليه السلام : «ما يمنع أحدكم أن يبرّ والديه حيّين وميّتين؟ يصلّي عنهما، ويصوم عنهما، ويتصدّق عنهما، فيكون الذي صنع لهما، وله مثل ذلك، فيزيده اللَّه ببرّه خيراً كثيراً».
[۹] [۱۰]ومن إكرامهما صحبتهما ومعاشرتهما بالمعروف، قال تعالى: «وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً»،
[۱۱] واجتناب إيذائهما ولو يسيراً؛
[۱۲] لدلالة كلمة (افّ) الواردة في الآية الكريمة: «فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا»
[۱۳] على المبالغة في النهي عن إيذائهما بأبسط أنواع
الإيذاء .
ومن إكرام الوالدين أيضاً أن لا يقوم
الإنسان إلى خدمتهما عن كسل، وأن لا يرفع صوته عليهما، ولا ينظر شزراً
[۱۴] إليهما، ولا يريا منه مخالفة في ظاهر ولا باطن، وأن يترحّم عليهما، ويدعو لهما إذا ماتا، وأن يقوم بخدمة أودّائهما من بعدهما.
[۱۵]فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إنّ من أبرّ البرّ أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه».
[۱۶]
وفي خبر
أبي ولّاد الحنّاط ، قال: سألت أبا عبد اللَّه جعفر بن محمّد عليهما السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»،
[۱۷] [۱۸] [۱۹] ما هذا
الإحسان ؟ فقال: «الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً ممّا يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، إن اللَّه عزّوجلّ يقول: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ»
[۲۰]»، ثمّ قال عليه السلام: ««إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ» إن أضجراك، «وَلَا تَنهَرْهُمَا» إن ضرباك، «وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيماً»،
[۲۱] والقول الكريم: أن تقول لهما: غفر اللَّه لكما، فذاك منك قول كريم، «وَاخْفِض لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ»،
[۲۲] وهو أن لا تملأ عينيك من النظر إليهما، وتنظر إليهما برحمة ورأفة، وأن لا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تتقدّم قدّامهما».
[۲۳] [۲۴]
إكرام الأولاد [تعديل]
كما يستحبّ إكرام الوالدين كذلك يستحبّ للوالدين إكرام أولادهما، فقد روي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم».
[۲۵]ومن إكرام
الأولاد حسن تسميتهم، وتعليمهم القرآن والكتابة والآداب،
والإعانة على برّههم،
[۲۶] وقد وردت في ذلك روايات: منها: ما روي عن
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «رحم اللَّه من أعان ولده على برّه».
[۲۷]
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: «من حقّ الولد على والده أن يحسن اسمه إذا ولد، وأن يعلّمه الكتابة إذا كبر، وأن يعفّ فرجه إذا أدرك».
[۲۸]
ومنها: ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: «رحم اللَّه عبداً أعان ولده على برّه بالإحسان إليه، والتآلف له، وتعليمه وتأديبه».
[۲۹]
إكرام الزوجة [تعديل]
جاء في بعض النصوص الحثّ على إكرام الزوجة وعدم أذيّتها وضربها، ففي قوله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ»،
[۳۰] دلالة على لزوم العشرة الحسنة التي تستدعي الإكرام
والاحترام .
وقد ورد في بعض الروايات الإشارة إلى هذا
الأمر ، ففي خبر أبي مريم عن
أبي جعفرٍ عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:أيضرب أحدكم المرأة ثمَّ يظلّ معانقها».
[۳۱]وورد عن
السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّما المرأة لعبة، مناتّخذها فلا يضيِّعها».
[۳۲]
المراجع [تعديل]
المصدر [تعديل]
الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۲۳۶-۲۳۹.