إكرام الزوجة والأرحام - ویکی فقه 


إكرام الزوجة والأرحام


ورد في النصوص والفتاوى الحديث عن إكرام الزوجة والأرحام ونوجز ذلك كالتالي:


إكرام الوالدين [تعديل]

يستحبّ إكرام الوالدين خصوصاً الامّ ؛ [۱] [۲] لكونه مشمولًا لقوله تعالى: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، [۳] فإنّ الإكرام من أفضل مظاهر الإحسان .وللروايات:
منها: ما رواه منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة لوقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل اللَّه». [۴]
ومنها: رواية يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «بينما موسى عليه السلام يناجي ربّه إذ رأى رجلًا تحت ظلّ عرش اللَّه، فقال: يا ربّ، من هذا الذي قد أظلّه عرشك؟ قال: هذا كان بارّاً بوالديه ولم يمش بالنميمة». [۵]
ومنها: ما رواه حكم بن  الحسين عن علي  بن  الحسين   عليهما السلام قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما من عمل قبيح إلّاوقد عملته، فهل لي من توبة؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: فهل من والديك أحد حيّ؟ قال: أبي، قال: فاذهب فبرّه، قال: فلما ولّى، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لو كانت امّه». [۶]
ومنها: ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «من سرّه أن يمدّ له في عمره ويبسط له في رزقه فليصل أبويه؛ فإنّ صلتهما من طاعة اللَّه». [۷] [۸]
ومنها: ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام : «ما يمنع أحدكم أن يبرّ والديه حيّين وميّتين؟ يصلّي عنهما، ويصوم عنهما، ويتصدّق عنهما، فيكون الذي صنع لهما، وله مثل ذلك، فيزيده اللَّه ببرّه خيراً كثيراً». [۹] [۱۰]ومن إكرامهما صحبتهما ومعاشرتهما بالمعروف، قال تعالى: «وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً»، [۱۱] واجتناب إيذائهما ولو يسيراً؛ [۱۲] لدلالة كلمة (افّ) الواردة في الآية الكريمة: «فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا» [۱۳] على المبالغة في النهي عن إيذائهما بأبسط أنواع الإيذاء .
ومن إكرام الوالدين أيضاً أن لا يقوم الإنسان إلى خدمتهما عن كسل، وأن لا يرفع صوته عليهما، ولا ينظر شزراً [۱۴] إليهما، ولا يريا منه مخالفة في ظاهر ولا باطن، وأن يترحّم عليهما، ويدعو لهما إذا ماتا، وأن يقوم بخدمة أودّائهما من بعدهما. [۱۵]فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إنّ من أبرّ البرّ أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه». [۱۶]
وفي خبر أبي ولّاد الحنّاط ، قال: سألت أبا عبد اللَّه جعفر بن محمّد عليهما السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، [۱۷] [۱۸] [۱۹] ما هذا الإحسان ؟ فقال: «الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً ممّا يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، إن اللَّه عزّوجلّ يقول: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ» [۲۰]»، ثمّ قال عليه السلام: ««إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ» إن أضجراك، «وَلَا تَنهَرْهُمَا» إن ضرباك، «وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيماً»، [۲۱] والقول الكريم: أن تقول لهما: غفر اللَّه لكما، فذاك منك قول كريم، «وَاخْفِض لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ»، [۲۲] وهو أن لا تملأ عينيك من النظر إليهما، وتنظر إليهما برحمة ورأفة، وأن لا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تتقدّم قدّامهما». [۲۳] [۲۴]

إكرام الأولاد [تعديل]

كما يستحبّ إكرام الوالدين كذلك يستحبّ للوالدين إكرام أولادهما، فقد روي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم». [۲۵]ومن إكرام الأولاد حسن تسميتهم، وتعليمهم القرآن والكتابة والآداب، والإعانة على برّههم، [۲۶] وقد وردت في ذلك روايات: منها: ما روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «رحم اللَّه من أعان ولده على برّه». [۲۷]
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: «من حقّ الولد على والده أن يحسن اسمه إذا ولد، وأن يعلّمه الكتابة إذا كبر، وأن يعفّ فرجه إذا أدرك». [۲۸]
ومنها: ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: «رحم اللَّه عبداً أعان ولده على برّه بالإحسان إليه، والتآلف له، وتعليمه وتأديبه». [۲۹]

إكرام الزوجة [تعديل]

جاء في بعض النصوص الحثّ على إكرام الزوجة وعدم أذيّتها وضربها، ففي قوله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ»، [۳۰] دلالة على لزوم العشرة الحسنة التي تستدعي الإكرام والاحترام .
وقد ورد في بعض الروايات الإشارة إلى هذا الأمر ، ففي خبر أبي مريم  عن أبي جعفرٍ عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:أيضرب أحدكم المرأة ثمَّ يظلّ معانقها». [۳۱]وورد عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّما المرأة لعبة، من‏اتّخذها فلا يضيِّعها». [۳۲]

المراجع [تعديل]

۱. عدّة الداعي، ج۱، ص۷۵.   
۲. هداية العباد، ج۲، ص۱۳۸، م ۴۵۰.
۳. البقرة/سورة ۲، الآية ۸۳.    
۴. الوسائل، ج۱۵، ص۱۹، ب ۱ من جهاد العدوّ، ح ۲۸.    
۵. الوسائل، ج۱۲، ص۳۱۰، ب ۱۶۴ من أحكام العشرة، ح ۱۲.    
۶. المستدرك، ج۱۵، ص۱۷۹، ب ۷۰ من أحكام الأولاد، ح ۱.   
۷. عدّة الداعي، ج۱، ص۷۶.   
۸. المستدرك، ج۱۵، ص۲۰۲، ب ۷۷ من أحكام الأولاد، ح ۱۷، مع اختلاف.   
۹. عدّة الداعي، ج۱، ص۷۶.   
۱۰. الوسائل، ج۲، ص۴۴۴، ب ۲۸ من الاحتضار، ح ۵، مع اختلاف يسير.    
۱۱. لقمان، ج۱، ص۱۵.
۱۲. جوابات المسائل الرسيّة الاولى (رسائل الشريف‏المرتضى)، ج۲، ص۳۷۴.
۱۳. الإسراء/سورة ۱۷، الآية ۲۳.    
۱۴. مجمع البحرين، ج۲، ص۹۵۰.
۱۵. زبدة البيان، ج۱، ص۴۸۰.
۱۶. عوالي اللآلي، ج۱، ص۱۵۱، ح ۱۰۷.   
۱۷. البقرة/سورة ۲، الآية ۸۳.    
۱۸. النساء/سورة ۴، الآية ۳۶.    
۱۹. الإسراء/سورة ۱۷، الآية ۲۳.    
۲۰. آل عمران/سورة ۳، الآية ۹۲.    
۲۱. الإسراء/سورة ۱۷، الآية ۲۳.    
۲۲. الإسراء/سورة ۱۷، الآية ۲۴.    
۲۳. زبدة البيان، ج۱، ص۴۸۰- ۴۸۱.
۲۴. الوسائل، ج۲۱، ص۴۸۷، ب ۹۲ من أحكام الأولاد، ح ۱، مع اختلاف.    
۲۵. المستدرك، ج۱۵، ص۱۶۸، ب ۶۳ من أحكام الأولاد، ح ۳.   
۲۶. جواهر الكلام، ج۳۱، ص۲۵۳.    
۲۷. المستدرك، ج۱۵، ص۱۶۹، ب ۶۳ من أحكام الأولاد، ح ۷.   
۲۸. المستدرك، ج۱۵، ص۱۶۹، ب ۶۳ من أحكام الأولاد، ح ۸.   
۲۹. المستدرك، ج۱۵، ص۱۶۹، ب ۶۳ من أحكام الأولاد، ح ۹.   
۳۰. النساء/سورة ۴، الآية ۱۹.    
۳۱. الوسائل، ج۲۰، ص۱۶۷، ب ۸۶ من مقدّمات النكاح، ح ۱.    
۳۲. الوسائل، ج۲۰، ص۱۶۷، ب ۸۶ من مقدّمات النكاح، ح ۲.    


المصدر [تعديل]

  الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۲۳۶-۲۳۹.   
 




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار