الفحص في الرواية والأقوال [تعديل] وهي وإن صحّ سندها بالطريق الثاني لكنّها مخالفة لأُصول المذهب ، والموافق لها من الحكم أنّ شهادة السابقين إن كانت مع استدعاء الوليّ وعدالتهم قبلت، ثم لا تقبل شهادة الآخرين؛ للتهمة، وإن كانت الدعوى على الجميع أو حصلت التهمة عليهم لم تقبل شهادة أحدهم، ويكون ذلك لوثاً يمكن إثباته بالقسامة .
ويذبّ عن الرواية مع كونها على ما ذكره الماتن هنا وفي الشرائع [۷] متروكة بما أشار إليه بقوله: فإن صحّ النقل فهو واقعة في عين فلا يتعدّى؛ لاحتمال ما يوجب الاختصاص بها.
وبالجملة: الكلام في هذه الرواية كما مضى في سابقتها، حتى في اشتهارها روايةً وفتوى القاضي [۸] بها، وادّعى السيّدان[۹][۱۰] شهرتها بحيث يظهر منهما الاعتماد عليها، فليت شعري؟! كيف ادّعى الماتن متروكيّتها مع مساواتها في جميع ذلك لسابقتها، بل لعلّها أقوى منها؛ لاختلافها دون هذه؛ لعدم اختلاف فيها، فلا بُعد في العمل بها حيث لأقسامه ولا قبول شهادة، مع تأمّل ما فيه أيضاً.
واعلم أنّ عادة الأصحاب جرت بحكاية هذه الأحكام هنا منسوبة إلى الرواية؛ نظراً إلى مخالفتها الأُصول، واحتياجها أو بعضها في الردّ إليها إلى التأويل أو التقييد ، أو للتنبيه على مأخذ الحكم المخالف لها، وقد يزيد بعضهم التنبيه على ضعف المستند أو غيره تحقيقاً لعذر اطراحها.