الامتهان - ویکی فقه 


الامتهان


الاتخاذ للمهنة أو ابتذال الشيء في الخدمة .


الامتهان في اللغة [تعديل]

تستعمل كلمة امتهان في اللغة بمعنيين :
أحدهما : الاحتراف في الشيء، يقال : امتهنه، إذا استعمله للمهنة [۱] .
الثاني : الابتذال و  الاحتقار   [۲] ، يقال : امتهن الشيء، أي احتقره و ابتذله [۳] ، و امتهنته، أي ابتذلته [۴] ، و امتهنوني : ابتذلوني في الخدمة [۵] .

الامتهان في الاصطلاح [تعديل]

و قد استعملها الفقهاء في نفس المعنيين المتقدّمين .
أمّا الامتهان الذي يعني الاحتراف، فيراجع في مصطلح {احتراف }، و أمّا الامتهان بالمعنى الثاني فيمكن مراجعة الكثير من أحكامه في مصطلحات مختلفة، مثل : { ابتذال، استخفاف، إهانة، هتك } و غيرها .

الحكم الإجمالي ومواطن البحث [تعديل]

و نورد هنا ما تعرّض له الفقهاء بعنوان الامتهان علّةً لتحريم أو كراهة و ذلك كالتالي :

← الامتهان علة حرمة تنجيس المسجد
صرّح الفقهاء بحرمة تنجيس المساجد ؛ لما فيه من الامتهان [۶] [۷] [۸] [۹] [۱۰] ، و لمنافاته قول النبي صلى ‏الله‏ عليه ‏و‏آله‏ و سلم   : جنّبوا مساجدكم النجاسة والذي يفهم من الأحكام المرتبطة بالمساجد لزوم احترامها و تكريمه ا و تعظيمها ، الأمر الذي لا ينسجم مع تنجيسها .و التفصيل في محلّه .

← المنع من اغتسال الجنب والمستحاضه في المسجد للامتهان
أطلق جماعة المنع من اغتسال المعتكف في المسجد من الجنابة و الاستحاضة ؛ لما فيه من الامتهان المنافي لاحترام المسجد و إن أمكن الغسل فيه على وجه لا تتعدّى النجاسة معه إلى المسجد [۱۱] [۱۲] .

← کراهة نوم الزوج بين الزوجتين الحرتين
ذكر بعض الفقهاء أنّه يكره للزوج النوم بين الزوجتين الحرّتين ؛ لما فيه من الامتهان لهما و ممّا لا يليق بالحرائر، بخلاف الأمتين فلا امتهان بالنسبة إليهما [۱۳] [۱۴] [۱۵] [۱۶] [۱۷].و الظاهر أنّ المقصود بالامتهان ما لا يبلغ حدّ إهانة المؤمن أو يتعنون بعنوان محرّم آخر .

← کراهة تولي ذوي المروءات المنازعات بأنفسهم
ذكر بعض الفقهاء أنّه يكره تولّي ذوي المروءات المنازعات بأنفسهم ؛ لما يتضمّن من الامتهان و الوقوع   فيما يكره [۱۸] ، كما روي أنّ عليّا عليه‏ السلام   وكّل  عقيلاً في الخصومة ، وقال : « إنّ للخصومة قحماً [۱۹] ، و إنّ الشيطان ليحضرها، و إنّي لأكره أن أحضرها » [۲۰] [۲۱] .و يمكن الاستناد هنا أيضا للنصوص العامة المرشدة إلى ضرورة حفظ الإنسان كرامته و سمعته و مكانته و عدم تعريض  المؤمن نفسه لما يكره و ما يجلب له التهمة أو الغيبة أو مظنة السوء   . و تفصيله في محلّه .

← الامتهان في الحلف من دون وفاء
ذكر بعض الفقهاء أنّه ينبغي ترك الحلف بالقرآن و الكعبة   و الأنبياء عليهم‏ السلام من دون وفاء ؛ لما فيه من الامتهان بشأنها بنحو قد يبلغ مرتبة التحريم [۲۲] [۲۳] .و الظاهر أنّ المقصود من ذلك أنّه عندما لا يفي الحالف بحلفه فإنّ ذلك يعني وكأنّه لا يحترم ذلك الشيء الذي أقسم به ؛ لأنّ القسم يعبّر عن تعظيم المقسَم به، و هذا ما يجعل الحلف بالمقدّسات كلّها بلا وفاء و لا سيما مع التكرار مرجوحاً.

المراجع [تعديل]

۱. العين ، ج۴ ، ص ۶۱ .   
۲. الصحاح ،ج۶ ، ص ۲۲۰ .   
۳. النهاية (ابن اثير )، ج ۴ ، ص ۴۹ .   
۴. المصباح المنير،  ص۵۸۳ .
۵. لسان العرب،  ج۱۳،  ص۲۱۱ .   
۶. جامع المقاصد،  ج۲ ، ص۱۵۵ .   
۷. الروض، ج ۲ ، ص ۶۳۴ .
۸. المدارك،  ج۴ ، ص ۳۹۹ .   
۹. الذخيرة ، ۱، ص ۲۵۰ .
۱۰. الحدائق ، ج۷ ،  ص۲۷۷ .   
۱۱. الغنائم، ج ۶ ، ص ۲۲۴ .
۱۲. جواهر الكلام،  ج۱۷  ص ۱۸۱ .   
۱۳. المفاتيح، ج ۲ ،  ص۲۸۷ .
۱۴. كشف اللثام ، ج۷ ، ص ۳۵۰ .   
۱۵. نهاية المرام،  ج۱ ،  ص۳۲۳ .   
۱۶. جامع المقاصد،  ج۱۳ ، ص ۱۹۸ .   
۱۷. الرياض،  ج۹ ، ص۲۵۶ .   
۱۸. . لسان العرب،  ج۱۱ ، ص ۴۷ .
۱۹. المغني ( ابن قدامة )،  ج۵ ، ص ۲۰۵ .
۲۰. الروضة،  ج۴ ،  ص ۳۷۷ .   
۲۱. المسالك،  ج۵ ، ص ۲۶۵ .   
۲۲. الوسائل،  ج۵ ، ص۲۲۸، ب ۲۴ من أحكام المساجد ، ح ۲.   
۲۳. المنهاج ( سعيد الحكيم )،  ج۳ ، ص۱۲۵ .


المصدر [تعديل]

الموسوعة الفقهية ج۱۷، ص۸۱-۸۲.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار