الاختبار - ویکی فقه 


الاختبار


هو العلم بالشي‏ء، لكن كأنّه لا يطلق على العلم بظاهر الشي‏ء بل بباطنه ممّا لا يعلم إلّا بالتجربة.


الاختبار  في اللغة [تعديل]

اختبار- وزان افتعال- مصدر اختبر أصله من الخُبر وهو العلم بالشي‏ء، يقال: خَبَرتُ الشي‏ء أخبرُه خُبراً وخُبرة وخِبراً أي عَلِمتُه، [۱] [۲] [۳] لكن كأنّه لا يطلق على العلم بظاهر الشي‏ء بل بباطنه ممّا لا يعلم إلّا بالتجربة؛ ولذلك قال الجرجاني : «الخِبرة: المعرفة ببواطن الامور». [۴] وقال الخليل وغيره: «الخُبْر: مَخْبرَة الإنسان إذا خُبِر أي جُرِّب فبدت أخباره أي أخلاقه». [۵] [۶] [۷]
وقال ابن منظور : «خبَرت الأمر أخبره إذا عرفته على حقيقته». [۸] وقال الطريحي : «والتحقيق: أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة هو الاطّلاع النافذ والعلم بالتحقيق و الإحاطة   والدّقة». [۹] ومع ذلك فقد قال الراغب : «الخُبْر: العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخَبَر... وقيل: الخِبرة المعرفة ببواطن الأمر». [۱۰] والخِبرة: بمعنى الاختبار [۱۱] [۱۲] [۱۳] و اسم منه، [۱۴] والاختبار فعل ما يظهر به الشي‏ء، ومنه ابتلاء اللَّه سبحانه الناس لإظهار ما يعلم من أسرار خلقه. [۱۵] وبمعناه الامتحان . [۱۶] [۱۷]

الاختبار في الاصطلاح [تعديل]

وليس للفقهاء اصطلاح خاصٌّ بهم فيما يتعلّق بلفظ (اختبار)، فهم يستعملونه بمعناه عند أهل اللغة.

الألفاظ ذات الصلة [تعديل]


← التجريب
وهو الاختبار مرّة بعد اخرى. [۱۸] والفرق بينه وبين الاختبار أنّ التجريب تكرار الاختبار و الإكثار   منه بخلاف الاختبار، فإنّه يصدق بالمرّة الواحدة، والتجريب يُنسب إلى غير اللَّه سبحانه، والاختبار يُنسب إليه وإلى غيره. [۱۹]

← الابتلاء
قيل: إنّه مرادف للاختبار، [۲۰] [۲۱] لكن بعض أهل اللغة فرّق بينهما بأنّ الابتلاء لا يكون إلّا بتحميل المكاره والمشاقّ، والاختبار يكون بذلك وبفعل المحبوب، ولذلك يقال: اختبره بالإنعام عليه، ولا يقال: ابتلاه بذلك، ولا هو مبتلى بالنعمة، كما قد يقال: إنّه مختبر بها. وربّما قيل: إنّ الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلى من الطاعة والمعصية، والاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك، والخبر: العلم الذي يقع بكنه الشي‏ء وحقيقته. [۲۲] كما فُرّق بينهما أيضاً بأنّ الابتلاء تكليف بالأمر الشاقّ، وبأنّ الاختبار لازم التكليف لا نفسه. [۲۳] ثمّ إنّ الابتلاء لا يستعمل في الجمادات، فلا يقال: ابتليت الحجر والطعام، ويقال: اختبرتهما.
 
← التمحيص
قيل: هو الاختبار، لكن كأنّ أصله التنقية والتخليص اللذين يلازمهما الاختبار. [۲۴]
 
موارد الاختبار [تعديل]

موارد الاختبار ، يعتبر الاختبار من جملة المداخل التي لا تنحصر موارده بفروع معيّنة، ولا تقتصر على موضوعات خاصّة؛ لأنّ الحاجة إليه موجودة في كلّ موضوع يشكّ في تحقّقه، ويتعذّر إحرازه بدون تعريضه للاختبار.

المراجع [تعديل]

۱. مجمل اللغة، ج۱، ص۲۳۰.
۲. العين، ج۴، ص۲۵۸.    
۳. إصلاح المنطق، ج۱، ص۱۲۴.
۴. التعريفات، ج۱، ص۷۱.
۵. العين، ج۴، ص۲۵۸.    
۶. تهذيب اللغة، ج۷، ص۳۶۴.
۷. المحيط في اللغة، ج۴، ص۳۳۵.
۸. لسان العرب، ج۴، ص۲۲۷.     
۹. التحقيق في كلمات القرآن، ج۱، ص۳- ۴: ۱۲.
۱۰. المفردات، ج۱، ص۱۴۱.    
۱۱. العين، ج۴، ص۲۵۸.    
۱۲. تهذيب اللغة، ج۷، ص۳۶۴- ۳۶۵.
۱۳. المحيط في اللغة، ج۴، ص۳۳۵.
۱۴. المصباح المنير، ج۱، ص۱۶۲.
۱۵. المصباح المنير، ج۱، ص۱۶۲.
۱۶. لسان العرب، ج۴، ص۲۲۷.     
۱۷. المصباح المنير، ج۱، ص۹۵.
۱۸. المصباح المنير، ج۱، ص۹۵.
۱۹. معجم الفروق اللغوية، ج۱، ص۱۱۷.    
۲۰. لسان العرب، ج۱۴، ص۸۴.    
۲۱. المصباح المنير، ج۱، ص۶۲.
۲۲. معجم الفروق اللغوية، ج۱، ص۱۰.    
۲۳. الكلّيات، ج۱، ص۳۴.
۲۴. لسان العرب، ج۷، ص۹۰.    


المصدر [تعديل]

الموسوعة الفقهية، ج۷، ص۲۶۰-۲۶۲.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار