الأجر - ویکی فقه 


الأجر


الأجر اسم للجزاء المعطى على العمل .


الأجر في اللغة [تعديل]

الثواب ، تقول : آجره اللّه‏ يأجره ، ويأجره أجراً ، وكذلك آجره اللّه‏ ايجاراً [۱] .
ويكون الأجر أيضاً اسماً للجزاء المعطى على العمل [۲] ، ومنه ما يعطيه اللّه‏ تعالى عباده جزاء أعمالهم الصالحة سواء كان هذا الجزاء في الدنيا أو في الآخرة ، منه قوله تعالى :{ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا }، وقوله تعالى :{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }، وقوله تعالى :{ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }.
ومنه أيضاً ما يعطيه الناس بعضهم بعضاً من العوض عن الأعمال فيسمّى أجر و اُجرة .
وقد سمّى القرآن مهر الزوجة أجراً ، قال تعالى :{ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ }، وكذلك ذكر استحقاق المرأة الأجر على الارضاع ، كما في قوله تعالى :{ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُن }.

الأجر في الاصطلاح [تعديل]

وقد استعمل لفظ الأجر عند الفقهاء أيضاً بمعنى العوض عن العمل ، سواء كان من اللّه‏ تعالى أو من الناس .

الفرق بین الأجر و الثواب [تعديل]

وقد ذكر بعض اللغويين فرقاً بين الأجر والثواب ، قال أبو هلال العسكري : « إنّ الأجر يكون قبل الفعل المأجور عليه . . . والثواب لا يكون إلاّ بعد العمل . . . وأيضاً فإنّ الثواب قد شهر في الجزاء على الحسنات ، والأجر يقال في هذا المعنى ويقال على معنى الاُجرة التي هي من طريق المثامنة بأدنى الأثمان ، وفيها معنى المعاوضة بالانتفاع » [۳] .
وقال أيضاً : « الثواب وإن كان في اللغة الجزاء الذي يرجع إلى العامل بعلمه ، ويكون في الخير والشر ، إلاّ انّه قد اختص في العرف بالنعيم على الأعمال الصالحة من العقائد الحقّة ، والأعمال البدنية والمالية ، و الصبر في مواطنه ، بحيث لا يتبادر منه عند الاطلاق إلاّ هذا المعنى .
والأجر إنّما يكون في الأعمال البدنية من الطاعات » [۴] .

مواطن البحث [تعديل]

تعرّض الفقهاء إلى مسائل الأجر على العمل و المنفعة في أحكام الإجارة والاُجرة وما يرتبط بها من أبواب .
كما تطرقت الكثير من الروايات حول الأجر بمعنى الثواب على الأعمال الصالحة ، وإلى ما يرتبط به من أحكام وصفات من حيث الكم والتضعيف واستحقاق الثواب ، خصوصاً في العبادات الواجبة منها والمستحبة ، وفي المعاملة الحسنة مع الناس .

← الاحباط في الأجر
وتطرق بعضها إلى مسألة الإحباط في الأجر ، ويراد به عندنا عدم استحقاق العبد الثواب على عمله الذي أدّاه ولكنه لم يوقعه على الوجه المطلوب منه ، فيقع باطلاً ولا يستحق به الأجر ، قال الشيخ الطوسي : « إبطال العمل واحباطه ، عبارة عن ايقاعه على خلاف الوجه الذي يستحق به الثواب ، ألا ترى أحدنا لو ضمن لغيره عوضاً على نقل شيء من موضع إلى موضع بعينه فنقله إلى موضع غيره ، فإنّه لا يستحق الاُجرة ، وجاز أن يقال : أحبطت عملك وأبطلته ؛ لأنّك أوقعته على خلاف الوجه المأمور به ، ولم توقعه على الوجه الذي تستحق عليه الاُجرة » [۵] .

← أخبار من بلغه ثواب وأجر على عمل
وقد جاءت بعض الروايات عن أهل البيت عليهم‏السلام مفادها أنّ من بلغه ثواب على عمل فعمله كان له ، وإن لم يكن على ما بلغه [۶] .
وفيها الصحيح وغيره ، وهي متقاربة من حيث هذا المضمون ، وتعتبر هذه الروايات هي العمدة في مسألة { قاعدة } التسامح في أدلّة السنن ، والتي بنى بعض الفقهاء كثيراً من المستحبات الشرعية الواردة ضمن أخبار غير صحيحة السند عليها ، وقد ناقش بعضهم في هذه القاعدة باعتبار عدم تماميتها ؛ حيث لم يستظهرها من هذه الأخبار [۷]


المراجع [تعديل]

۱. الصحاح ۲ : ۵۷۶ .   
۲. لسان العرب ۴ : ۱۰ .
۳. الفروق اللغوية : ۱۷ .
۴. الفروق اللغوية : ۱۸ .
۵. الاقتصاد : ۱۲۲ .
۶. الوسائل ۱ : ۵۹ ـ ۶۰ ، ب ۱۸ من مقدمات العبادات ، ح ۱ ، ۳ ، ۴ ، ۶ ، ۷ ، كروايتي هشام بن سالم عن الصادق عليه‏السلام وروايتي محمّد بن مروان عن الباقر عليه‏السلام ، ورواية صفوان عن الصادق عليه‏السلام .
۷. التنقيح في شرح العروة { الطهارة } ۴ : ۳۸ .


المصادر [تعديل]

الموسوعة الفقهية ، ج۵ ، ص۲۴۳-۲۴۵ .   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار