الأجر
الأجر اسم للجزاء المعطى على العمل .
الأجر في اللغة [تعديل]
الثواب ، تقول : آجره
اللّه يأجره ، ويأجره أجراً ، وكذلك آجره اللّه
ايجاراً [۱] .
ويكون الأجر أيضاً اسماً للجزاء المعطى على العمل
[۲] ، ومنه ما يعطيه اللّه تعالى عباده
جزاء أعمالهم الصالحة سواء كان هذا الجزاء في
الدنيا أو في
الآخرة ، منه قوله تعالى :{ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا }، وقوله تعالى :{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }، وقوله تعالى :{ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }.
ومنه أيضاً ما يعطيه
الناس بعضهم بعضاً من العوض عن الأعمال فيسمّى أجر و
اُجرة .
وقد سمّى
القرآن مهر الزوجة أجراً ، قال تعالى :{ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ }، وكذلك ذكر استحقاق
المرأة الأجر على
الارضاع ، كما في قوله تعالى :{ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُن }.
الأجر في الاصطلاح [تعديل]
وقد استعمل لفظ الأجر عند
الفقهاء أيضاً بمعنى
العوض عن العمل ، سواء كان من اللّه تعالى أو من الناس .
الفرق بین الأجر و الثواب [تعديل]
وقد ذكر بعض اللغويين فرقاً بين الأجر والثواب ، قال
أبو هلال العسكري : « إنّ الأجر يكون قبل الفعل المأجور عليه . . . والثواب لا يكون إلاّ بعد العمل . . . وأيضاً فإنّ الثواب قد شهر في الجزاء على
الحسنات ، والأجر يقال في هذا المعنى ويقال على معنى الاُجرة التي هي من طريق المثامنة بأدنى الأثمان ، وفيها معنى المعاوضة بالانتفاع »
[۳] .
وقال أيضاً : « الثواب وإن كان في
اللغة الجزاء الذي يرجع إلى العامل بعلمه ، ويكون في
الخير والشر ، إلاّ انّه قد اختص في العرف بالنعيم على الأعمال الصالحة من العقائد الحقّة ، والأعمال البدنية والمالية ، و
الصبر في مواطنه ، بحيث لا يتبادر منه عند الاطلاق إلاّ هذا المعنى .
والأجر إنّما يكون في الأعمال البدنية من الطاعات »
[۴] .
مواطن البحث [تعديل]
تعرّض الفقهاء إلى مسائل الأجر على العمل و
المنفعة في
أحكام الإجارة والاُجرة وما يرتبط بها من أبواب .
كما تطرقت الكثير من الروايات حول الأجر بمعنى الثواب على الأعمال الصالحة ، وإلى ما يرتبط به من أحكام وصفات من حيث الكم والتضعيف واستحقاق الثواب ، خصوصاً في
العبادات الواجبة منها والمستحبة ، وفي المعاملة الحسنة مع الناس .
← الاحباط في الأجر
وتطرق بعضها إلى مسألة
الإحباط في الأجر ، ويراد به عندنا عدم استحقاق
العبد الثواب على عمله الذي أدّاه ولكنه لم يوقعه على الوجه المطلوب منه ، فيقع باطلاً ولا يستحق به الأجر ، قال
الشيخ الطوسي : « إبطال العمل واحباطه ، عبارة عن ايقاعه على خلاف الوجه الذي يستحق به الثواب ، ألا ترى أحدنا لو ضمن لغيره عوضاً على نقل شيء من موضع إلى موضع بعينه فنقله إلى موضع غيره ، فإنّه لا يستحق الاُجرة ، وجاز أن يقال : أحبطت عملك وأبطلته ؛ لأنّك أوقعته على خلاف الوجه
المأمور به ، ولم توقعه على الوجه الذي تستحق عليه الاُجرة »
[۵] .
← أخبار من بلغه ثواب وأجر على عمل
وقد جاءت بعض الروايات عن
أهل البيت عليهمالسلام مفادها أنّ من بلغه ثواب على عمل فعمله كان له ، وإن لم يكن على ما بلغه
[۶] .
وفيها
الصحيح وغيره ، وهي متقاربة من حيث هذا المضمون ، وتعتبر هذه الروايات هي العمدة في مسألة { قاعدة }
التسامح في
أدلّة السنن ، والتي بنى بعض الفقهاء كثيراً من
المستحبات الشرعية الواردة ضمن
أخبار غير صحيحة السند عليها ، وقد ناقش بعضهم في هذه
القاعدة باعتبار عدم تماميتها ؛ حيث لم يستظهرها من هذه الأخبار
[۷]
المراجع [تعديل]
۱. | ↑ الصحاح ۲ : ۵۷۶ . |
۲. | ↑ لسان العرب ۴ : ۱۰ . |
۳. | ↑ الفروق اللغوية : ۱۷ . |
۴. | ↑ الفروق اللغوية : ۱۸ . |
۵. | ↑ الاقتصاد : ۱۲۲ . |
۶. | ↑ الوسائل ۱ : ۵۹ ـ ۶۰ ، ب ۱۸ من مقدمات العبادات ، ح ۱ ، ۳ ، ۴ ، ۶ ، ۷ ، كروايتي هشام بن سالم عن الصادق عليهالسلام وروايتي محمّد بن مروان عن الباقر عليهالسلام ، ورواية صفوان عن الصادق عليهالسلام . |
۷. | ↑ التنقيح في شرح العروة { الطهارة } ۴ : ۳۸ . |
المصادر [تعديل]
الموسوعة الفقهية ، ج۵ ، ص۲۴۳-۲۴۵ .