في اللغة [تعديل] هو الإقبال على الشيء مواظباً». [۱] والإلحاح مثل الإلحاف ، تقول: ألحّ عليه بالمسألة، وألحّ في الشيء، أي كثر سؤاله إيّاه كاللاصق به.
ورجل ملحاح: مديم للطلب. [۲][۳][۴][۵] ولا يخرج استعمال الفقهاء عن المعنى اللغوي.
← الإلحاح بالدعاء يستحبّ الإلحاح بالدعاء، [۷] خصوصاً في أماكن وأوقات معيّنة، كمشاهد ومراقد الصالحين والأولياء من الأنبياء والمرسلين والأئمّة عليهم السلام، [۸][۹][۱۰] وكيوم الجمعة [۱۱] ويوم عرفة [۱۲] وعند زوال الشمس وعند نزول الغيث وغير ذلك من الأمكنة والأزمنة؛ [۱۳] لأنّ اللَّه تعالى يحبّ إلحاح الملحّين في الدعاء. [۱۴]
← الإلحاح في سؤال الحاجة من الناس ورد النهي عن السؤال وطلب الحاجة من الناس، فمن ذلك ما رواه محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال أبو جعفر عليه السلام: يا محمّد، لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحداً، ولو يعلم المعطي ما في العطية ما ردّ أحد أحداً»، ثمّ قال: «يا محمّد ، إنّه من سأل وهو بظهر غنى لقي اللَّه مخموشاً وجهه يوم القيامة». [۱۵] وإذا كان السؤال من الناس وطلب الحاجة منهم مرجوحاً فمن باب أولى يكون الإلحاح مرجوحاً أيضاً.
وقد دلّ على ذلك قوله تعالى:
«يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَايَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً»، [۱۶] فإنّ عدم التعفّف وعدم سؤال الناس إلحافاً معناه مرجوحية السؤال والإلحاح فيه بالملازمة العرفية.
← إنكار الغريم مع إلحاح الدائن وخوف الحبس إذا ألحّ المدين على غريمه بالمطالبة وأحضره مجلس الحكم فخاف من الإقرار الحبس، فله الإنكار عليه والتورية فيها بما تخرج به عن الكذب ،بشرط العزم على قضائه متى تمكّن، وإعلامه بذلك قبل اليمين وبعدها؛ [۲۶][۲۷][۲۸] لقوله سبحانه وتعالى: «وَإِن كَانَ ذُوعُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ». [۲۹] واستقرب العلّامة الحلّي في المختلف عدم شرطية الإعلام في الجواز. [۳۰] ولعلّ المستند في أصل الحكم بجواز ذلك هو دفع الضرر عن نفسه مع إحرازه واقعاً أنّه لا يستحقّ الحبس لفرض كونه معسراً.
← الإلحاح على نكاح المتعة ومداومتها ورد في بعض الأخبار ما يدلّ على كراهة الإلحاح في نكاح المتعة ومداومتها متى ما أغنى اللَّه تعالى الإنسان بالزوجات . [۳۱] فعن ابن شمّون ، قال: كتب أبو الحسن عليه السلام إلى بعض مواليه: «لا تلحّوا على المتعة، إنّما عليكم إقامة السنّة، فلا تشتغلوا بها عن فُرُشِكُم وحرائركم فيكفرن ويتبرّين ويدعين على الآمر بذلك، ويلعنونا». [۳۲]
← الإلحاح على الضيف بالأكل ذكر بعض الفقهاء في آداب الطعام أنّ الإنسان لابدّ له أن يتعهّد ضيفه باللطف على مائدة الطعام، لا سيّما المحتشم والخجول، فإن رأى منه رغبة في الأكل ، وإلّا حثّه عليه مرّتين أو ثلاث، فلا يزيد على الثلاث؛ لأنّه من الإلحاح المذموم. [۳۳]