علي ابن أبي طالب - ویکی فقه 


علي ابن أبي طالب




نسبه [تعديل]

علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف . وأبو طالب وعبدالله‏ أخوان للأبوين . واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف . وهو واخوته أوّل هاشمي ولد بين هاشميين .

مولده [تعديل]

فالمشهور أنّه ولد في جوف الكعبة على الصخرة الحمراء يوم الجمعة ثالث عشر من رجب [۱]، بعد مولد رسول الله ‏ صلى‏ الله ‏عليه‏ و‏آله‏ وسلم بثلاثين سنة ، وقال بعضهم بأقل وبعضهم بأكثر . وعليه يتفرّع الخلاف في سنّه عليه ‏السلام وقت مبعث النبي صلى‏ الله‏ عليه ‏و‏آله ‏وسلم . وعلى الأشهر عندنا عشر ، وقيل : اثنتي عشرة . وقيل : إنّه كان ابن خمس عشرة ، وقيل : ابن أربع عشرة [۲].
وهو ثالث أصحاب الكساء ، وهم : فاطمة وأبوها محمّد وبعلها علي و حسن و حسين عليهم‏ السلام .


شهادته [تعديل]

اغتيل قبيل الفجر بمحرابه في مسجد الكوفة بسيف أشقى الاشقياء عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله‏ ليلة التاسع عشر من شهر رمضان [۳] [۴]، وقبض ليلة ثلاث وعشرين منه سنة أربعين للهجرة . وعليه فقد كانت ولادته وشهادته في بيت الله‏ ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله‏ سواه إكراماً من الله‏ جل اسمه وإجلالاً لمحله في التعظيم . ودفن في الغري من نجف الكوفة وعفّي قبره بوصية منه ، فلم يزل مخفيّاً حتى دلّ عليه الامام الصادق عليه ‏السلام زمن المنصور الدوانيقي .


عمره [تعديل]

ثلاث وستون سنة نحو عمر رسول الله‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏آله‏ وسلم [۵]، قضى قسطاً وافراً منه مع رسول الله ‏ صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏آله‏ وسلم ، وقد لازمه منذ الصغر حيث تكفّله النبي من أبيه أبي طالب عليه ‏السلام وربّاه في حجره يضمّه إلى صدره ويكنفه في فراشه ويمسسه جسده ويشممه عَرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمه إيّاه ، وكان علي يتّبع رسول الله‏ صلى ‏الله‏ عليه ‏و‏آله ‏وسلم اتّباع الفصيل أثر اُمّه يرفع له في كل يوم من أخلاقه علماً ، وكان صلى ‏الله‏ عليه ‏و‏آله‏ وسلم يجاور في كل سنة بحراء فيراه علي عليه‏ السلام وحده ولا يراه غيره وهو يرى نور الوحي والرسالة ويشم ريح النبوة [۶]، حتى شب ويفع ولم يسجد لصنم قط وكان أوّل القوم إسلاماً وأحوطهم على دين الله‏ [۷]، قد شهد مع رسول الله‏ جميع مشاهده غير تبوك حيث خلف النبي على المدينة بأمرٍ منه صلى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله‏ وسلم [۸]، وهو أخو رسول الله‏ وابن عمّه وخليفته وصهره ووالد السبطين الحسن و الحسين عليهماالسلام [۹].

وكان مقامه مع رسول الله‏ صلى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله‏ وسلم بعد البعثة ثلاثاً وعشرين سنة ، منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة ، مشاركاً له في محنه كلّها ، متحمّلاً عنه أكثر أثقاله ، وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة يكافح عنه المشركين ، ويجاهد دونه الكافرين ، ويقيه بنفسه من أعدائه في الدين [۱۰] [۱۱] [۱۲]

وهكذا كان مرافقاً وملازماً لرسول الله‏ حتى اختار الله‏ لنبيّه دار لقائه فقام بتجهيز النبي و الصلاة عليه ودفنه [۱۳]

وقد اُقصي بعد ذلك عن حقه في الخلافة فكان جليس داره خمساً وعشرين سنة [۱۴] إلاّ أ نّه لم يأل جهداً في النصح لحكّام المسلمين ، ولاُمّة محمّد صلى‏ الله ‏عليه‏ و‏آله‏ وسلم [۱۵].


إمامته [تعديل]

وتمتدّ إمامته الشرعية من بعد رحيل رسول الله‏ صلى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله‏ وسلم وحتى شهادته عليه‏ السلام مدة۳۰سنة . وقد ورد النص عليه بالخصوص في عدّة روايات [۱۶].

منها : قول النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏آله‏ وسلم : « سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين » [۱۷]، وقوله صلوات الله‏ عليه مشيراً إليه وآخذاً بيده : « هذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا » [۱۸].

حكومته [تعديل]

تولّى الحكم عقيب مقتل عثمان بعد أن أجمع عليه عامة المسلمين وبايعه أهل الحلّ والعقد وأهل الصلاح ، وقد انثال عليه الناس من كل جانب حتى شُقّ عِطفاه من شدّة الزحام والناس مجتمعون حوله كربيظة الغنم . ولولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله‏ على العلماء ألاّ يقارّوا على كضّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقى حبلها على غاربها [۱۹]. فلم يجد مناصاً من القيام بالأمر . وقد سار بالمسلمين على المحجّة البيضاء و سنّة رسول الله‏ صلى‏ الله‏ عليه ‏و‏آله‏ وسلم خمس سنين وأشهراً ممتحناً بجهاد المنافقين من الناكثين و القاسطين و المارقين [۲۰]

، وفي الأيّام الاُول من عهده نقل مركز حكومته عليه ‏السلام من المدينة إلى الكوفة [۲۱].

وقد تخلّلت فترة حكومته عليه‏ السلام ثلاثة حروب خطيرة هي : الجمل مع الناكثين ، و صفين مع القاسطين ، و النهروان مع المارقين [۲۲].

وصار حكمه عليه‏ السلام مضرب المثل في القسط و العدل و الانصاف و المساواة ، ونموذجاً فذّاً لم يتكرّر في التأريخ [۲۳].


المراجع [تعديل]

۱. وروي : لسبع خلون من شعبان ، وقيل : في الثالث والعشرين منه ، وقيل : في النصف من شهر رمضان .
۲. تاريخ أهل البيت عليهم‏ السلام : ۶۹ .
۳. نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .
۴. شرح ابن أبي الحديد ۱ : ۱۵ .   
۵. وما عن بعض أنّه كان ابن سبع ، خلاف متواتر الأخبار وخلاف ما شاع عنه عليه‏ السلام أنّه قال : « للّه‏ أبوهم ، وهل أحد أبصر بها مني . لقد قمت فيها وما بلغت العشرين ، وها أنا ذا قد ذرّفت على الستين ، ولكن لا رأي لمن لا يطاع » . ( نهج البلاغة ، الخطبة ۲۷ . شرح ابن أبي الحديد ۲ : ۷۵ ) .
۶. وقيل : ضربه ابن ملجم ليلة السابع عشر من رمضان .
۷. المزار للشهيد الأوّل : ۱۰۳ . حلية الأبرار ۲ : ۳۸ . نهج السعادة ۷ : ۱۶۷ .
۸. راجع : عمر بن الخطاب : ۱۸۹ . النصائح الكافية : ۲۳۴ .
۹. جمع الشيخ الحرّ العاملي الروايات الواردة من طرقنا في إثبات الهداة ۲ : ۲ ـ ۲۰۳ . ونقل أيضاً الروايات الواردة من طرق أهل السنة في الصفحات : ۲۰۴ ـ ۳۸۷ .
۱۰. الارشاد للشيخ للمفيد ج۱، ص۴۸.   
۱۱. أمالي الطوسي ۱ : ۳۴۰ .
۱۲. اعلام الورى ۱ : ۳۲۲ .
۱۳. الارشاد للشيخ للمفيد ج۱، ص۵۰.   
۱۴. حلية الأبرار ۲ : ۳۴۱ . البحار ۲۹ : ۴۳۵ . وانظر : مدينة المعاجز ۶ : ۱۴۱ . (الهامش) .
۱۵. شرح ابن أبي الحديد ۱۴ : ۱۲ .
۱۶. المعجم الأوسط ۵ : ۳۴۳ . المعيار والموازنة : ۲۱۹ ـ ۲۲۰ .
۱۷. الارشاد للشيخ للمفيد ج۱، ص۶.   
۱۸. الارشاد للمفيد ج۱، ص۵۰.   
۱۹. ولنذكر شيئاً من صفته : فقد حفلت الكتب من الفريقين بنقل صفاته الفاضلة ، ومما قيل في ذلك ما وصفه به ضرار بعد مقتله عليه‏السلام عندما طلب منه معاوية ذلك وأصرّ وأقسم عليه ، فقال ضرار :
۲۰. الارشاد للمفيد ج۱، ص۹.   
۲۱. الكليني والكافي : ۷۱ .
۲۲. شرح الأخبار ۱ : ۱۱۴ . وانظر فيض القدير شرح الجامع الصغير ۴ : ۴۶۹ .
۲۳. راجع : الخطبة الشقشقية في نهج البلاغة : الخطبة ۳ . شرح ابن أبي الحديد ۱ : ۲۰۲ .




مصادر [تعديل]

الموسوعة الفقهية،ج۱،ص۱۲۵-۱۲۸.   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار