علي ابن أبي طالب
نسبه [تعديل]
علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف . وأبو طالب وعبدالله أخوان للأبوين . واُمّه
فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف . وهو واخوته أوّل هاشمي ولد بين هاشميين .
مولده [تعديل]
فالمشهور أنّه ولد في جوف
الكعبة على الصخرة الحمراء
يوم الجمعة ثالث عشر من
رجب [۱]، بعد مولد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثين سنة ، وقال بعضهم بأقل وبعضهم بأكثر . وعليه يتفرّع الخلاف في سنّه عليه السلام وقت
مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وعلى الأشهر عندنا عشر ، وقيل : اثنتي عشرة . وقيل : إنّه كان ابن خمس عشرة ، وقيل : ابن أربع عشرة
[۲].
وهو ثالث
أصحاب الكساء ، وهم :
فاطمة وأبوها
محمّد وبعلها
علي و
حسن و
حسين عليهم السلام .
شهادته [تعديل]
اغتيل قبيل الفجر بمحرابه في
مسجد الكوفة بسيف أشقى الاشقياء
عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله ليلة التاسع عشر من
شهر رمضان [۳] [۴]، وقبض ليلة ثلاث وعشرين منه سنة أربعين للهجرة . وعليه فقد كانت ولادته وشهادته في
بيت الله ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في
بيت الله سواه إكراماً من الله جل اسمه وإجلالاً لمحله في التعظيم . ودفن في الغري من نجف
الكوفة وعفّي قبره بوصية منه ، فلم يزل مخفيّاً حتى دلّ عليه
الامام الصادق عليه السلام زمن المنصور الدوانيقي .
عمره [تعديل]
ثلاث وستون سنة نحو عمر
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[۵]، قضى قسطاً وافراً منه مع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد لازمه منذ الصغر حيث تكفّله النبي من أبيه
أبي طالب عليه السلام وربّاه في حجره يضمّه إلى صدره ويكنفه في فراشه ويمسسه جسده ويشممه عَرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمه إيّاه ، وكان علي يتّبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتّباع الفصيل أثر اُمّه يرفع له في كل يوم من أخلاقه علماً ، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يجاور في كل سنة بحراء فيراه
علي عليه السلام وحده ولا يراه غيره وهو يرى نور الوحي والرسالة ويشم ريح
النبوة [۶]، حتى شب ويفع ولم يسجد لصنم قط وكان أوّل القوم إسلاماً وأحوطهم على دين الله
[۷]، قد شهد مع رسول الله جميع مشاهده غير تبوك حيث خلف النبي على المدينة بأمرٍ منه صلى الله عليه وآله وسلم
[۸]، وهو أخو
رسول الله وابن عمّه وخليفته وصهره ووالد السبطين
الحسن و
الحسين عليهماالسلام
[۹].
وكان مقامه مع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد البعثة ثلاثاً وعشرين سنة ، منها ثلاث عشرة سنة بمكة
قبل الهجرة ، مشاركاً له في محنه كلّها ، متحمّلاً عنه أكثر أثقاله ، وعشر سنين
بعد الهجرة بالمدينة يكافح عنه
المشركين ، ويجاهد دونه
الكافرين ، ويقيه بنفسه من أعدائه في الدين
[۱۰] [۱۱] [۱۲]
وهكذا كان مرافقاً وملازماً لرسول الله حتى اختار الله لنبيّه دار لقائه فقام بتجهيز
النبي و
الصلاة عليه ودفنه
[۱۳]
وقد اُقصي بعد ذلك عن حقه في الخلافة فكان جليس داره خمساً وعشرين سنة
[۱۴] إلاّ أ نّه لم يأل جهداً في النصح لحكّام المسلمين ، ولاُمّة
محمّد صلى الله عليه وآله وسلم
[۱۵].
إمامته [تعديل]
وتمتدّ إمامته الشرعية من بعد رحيل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحتى شهادته عليه السلام مدة۳۰سنة . وقد ورد النص عليه بالخصوص في عدّة
روايات [۱۶].
منها : قول
النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين »
[۱۷]، وقوله صلوات الله عليه مشيراً إليه وآخذاً بيده : « هذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا »
[۱۸].
حكومته [تعديل]
تولّى الحكم عقيب مقتل
عثمان بعد أن أجمع عليه عامة
المسلمين وبايعه أهل الحلّ والعقد وأهل الصلاح ، وقد انثال عليه الناس من كل جانب حتى شُقّ عِطفاه من شدّة الزحام والناس مجتمعون حوله كربيظة الغنم . ولولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء ألاّ يقارّوا على كضّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقى حبلها على غاربها
[۱۹]. فلم يجد مناصاً من القيام بالأمر . وقد سار بالمسلمين على
المحجّة البيضاء و
سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمس سنين وأشهراً ممتحناً بجهاد
المنافقين من
الناكثين و
القاسطين و
المارقين [۲۰]
، وفي الأيّام الاُول من عهده نقل مركز حكومته عليه السلام من المدينة إلى الكوفة
[۲۱].
وقد تخلّلت فترة حكومته عليه السلام ثلاثة حروب خطيرة هي :
الجمل مع
الناكثين ، و
صفين مع
القاسطين ، و
النهروان مع
المارقين [۲۲].
وصار حكمه عليه السلام مضرب المثل في
القسط و
العدل و
الانصاف و
المساواة ، ونموذجاً فذّاً لم يتكرّر في التأريخ
[۲۳].
المراجع [تعديل]
۱. | ↑ وروي : لسبع خلون من شعبان ، وقيل : في الثالث والعشرين منه ، وقيل : في النصف من شهر رمضان . |
۲. | ↑ تاريخ أهل البيت عليهم السلام : ۶۹ . |
۳. | ↑ نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ . |
۴. | ↑ شرح ابن أبي الحديد ۱ : ۱۵ . |
۵. | ↑ وما عن بعض أنّه كان ابن سبع ، خلاف متواتر الأخبار وخلاف ما شاع عنه عليه السلام أنّه قال : « للّه أبوهم ، وهل أحد أبصر بها مني . لقد قمت فيها وما بلغت العشرين ، وها أنا ذا قد ذرّفت على الستين ، ولكن لا رأي لمن لا يطاع » . ( نهج البلاغة ، الخطبة ۲۷ . شرح ابن أبي الحديد ۲ : ۷۵ ) . |
۶. | ↑ وقيل : ضربه ابن ملجم ليلة السابع عشر من رمضان . |
۷. | ↑ المزار للشهيد الأوّل : ۱۰۳ . حلية الأبرار ۲ : ۳۸ . نهج السعادة ۷ : ۱۶۷ . |
۸. | ↑ راجع : عمر بن الخطاب : ۱۸۹ . النصائح الكافية : ۲۳۴ . |
۹. | ↑ جمع الشيخ الحرّ العاملي الروايات الواردة من طرقنا في إثبات الهداة ۲ : ۲ ـ ۲۰۳ . ونقل أيضاً الروايات الواردة من طرق أهل السنة في الصفحات : ۲۰۴ ـ ۳۸۷ . |
۱۰. | ↑ الارشاد للشيخ للمفيد ج۱، ص۴۸. |
۱۱. | ↑ أمالي الطوسي ۱ : ۳۴۰ . |
۱۲. | ↑ اعلام الورى ۱ : ۳۲۲ . |
۱۳. | ↑ الارشاد للشيخ للمفيد ج۱، ص۵۰. |
۱۴. | ↑ حلية الأبرار ۲ : ۳۴۱ . البحار ۲۹ : ۴۳۵ . وانظر : مدينة المعاجز ۶ : ۱۴۱ . (الهامش) . |
۱۵. | ↑ شرح ابن أبي الحديد ۱۴ : ۱۲ . |
۱۶. | ↑ المعجم الأوسط ۵ : ۳۴۳ . المعيار والموازنة : ۲۱۹ ـ ۲۲۰ . |
۱۷. | ↑ الارشاد للشيخ للمفيد ج۱، ص۶. |
۱۸. | ↑ الارشاد للمفيد ج۱، ص۵۰. |
۱۹. | ↑ ولنذكر شيئاً من صفته : فقد حفلت الكتب من الفريقين بنقل صفاته الفاضلة ، ومما قيل في ذلك ما وصفه به ضرار بعد مقتله عليهالسلام عندما طلب منه معاوية ذلك وأصرّ وأقسم عليه ، فقال ضرار : |
۲۰. | ↑ الارشاد للمفيد ج۱، ص۹. |
۲۱. | ↑ الكليني والكافي : ۷۱ . |
۲۲. | ↑ شرح الأخبار ۱ : ۱۱۴ . وانظر فيض القدير شرح الجامع الصغير ۴ : ۴۶۹ . |
۲۳. | ↑ راجع : الخطبة الشقشقية في نهج البلاغة : الخطبة ۳ . شرح ابن أبي الحديد ۱ : ۲۰۲ . |
مصادر [تعديل]
الموسوعة الفقهية،ج۱،ص۱۲۵-۱۲۸.