دعاء الإمام السجاد بعد صلاة الفطر - ویکی فقه 


دعاء الإمام السجاد بعد صلاة الفطر


كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ (علیه‌السّلام) إذا فَرَغَ مِن صَلاةِ العيدَينِ ، أو صَلاةِ الجُمُعَةِ استَقبَلَ القِبلَةَ وقالَ: يا مَن يَرحَمُ مَن لا يَرحَمُهُ العِبادُ، يا مَن يَقبَلُ مَن لا تَقبَلُهُ البِلادُ، ويا مَن لا يَحتَقِرُ أهلَ الحاجَةِ إليهِ، ويا مَن لايُخَيِّبُ المُلِحّينَ عَلَيهِ، ويا مَن لا يَجبَهُ بِالرَّدِّ أهلَ الدّالَّةِ عَلَيهِ، ....


متن الدعاء [تعديل]

مصباح المتهجّد : كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ (علیه‌السّلام) إذا فَرَغَ مِن صَلاةِ العيدَينِ ، أو صَلاةِ الجُمُعَةِ استَقبَلَ القِبلَةَ وقالَ: يا مَن يَرحَمُ مَن لا يَرحَمُهُ العِبادُ، يا مَن يَقبَلُ مَن لا تَقبَلُهُ البِلادُ، ويا مَن لا يَحتَقِرُ أهلَ الحاجَةِ إليهِ، ويا مَن لايُخَيِّبُ المُلِحّينَ عَلَيهِ، ويا مَن لا يَجبَهُ (جبهت فلاناً: إذا استقبلته بكلام فيه غِلظة [۱]) بِالرَّدِّ أهلَ الدّالَّةِ (الدّالَّة: المِنّة [۲]) عَلَيهِ، يامَن يَجتَبي صَغيرَ ما يُتحَفُ بِهِ ويَشكُرُ يَسيرَ ما يُعمَلُ لَهُ، ويا مَن يَشكُرُ عَلَى القَليلِ ويُجازي بِالجَزيلِ، يا مَن يَدنو إلى مَن دَنا مِنهُ، يا مَن يَدعو إلى نَفسِهِ مَن أدبَرَ عَنهُ، ويا مَن لا يُغَيِّرُ النِّعمَةَ ولا يُبادِرُ بِالنِّقمَةِ، ويا مَن يُثمِرُ الحَسَنَةَ حَتّى يُنَمِّيَها، ويا مَن يَتَجاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتّى يُعَفِّيَهَا، انصَرَفَتِ الآمالُ دونَ مَدَى كَرَمِكَ بِالحاجاتِ، وَامتَلَأَت بِفَيضِ جودِكَ أوعِيَةُ الطَّلِباتِ، وتَفَسَّخَت دونَ بُلوغِ نَعتِكَ الصِّفاتُ. فَلَكَ العُلُوُّ الأَعلى فَوقَ كُلِّ عالٍ، وَالجَلالُ الأَمجَدُ فَوقَ كُلِّ جَلالٍ، كُلُّ جَليلٍ عِندَكَ صَغيرٌ، وكُلُّ شَريفٍ في جَنبِ شَرَفِكَ حَقيرٌ. خابَ الوافِدونَ عَلى غَيرِكَ، وخَسِرَ المُتَعَرِّضونَ إلاّ لَكَ، وضاعَ المُلِمّونَ إلاّ بِكَ، وأجدَبَ المُنتَجِعونَ إلاّ مَنِ انتَجَعَ فَضلَكَ. بابُكَ مَفتوحٌ لِلرّاغِبينَ، وجودُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ، وإغاثَتُكَ قَريبَةٌ مِنَ المُستَغيثينَ، لايَخيبُ مِنكَ الآمِلونَ، ولايَيأَسُ مِن عَطائِكَ المُتَعَرِّضونَ، ولا يَشقى بِنِقمَتِكَ المُستَغفِرونَ، رِزقُكَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاكَ، وحِلمُكَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواكَ. عَادَتُكَ الإِحسانُ إلى المُسيئينَ، وسُنَّتُكَ الإِبقاءُ عَلَى المُعتَدينَ حَتّى لَقَد غَرَّتهُم أناتُكَ عَنِ النُّزوعِ، وصَدَّهُم إمهالُكَ عَنِ الرُّجوعِ وإنَّما تَأَنَّيتَ بِهِم لِيَفيئوا إلى أمرِكَ، وأمهَلتَهُم ثِقَةً بِدَوامِ مُلكِكَ؛ فَمَن كانَ مِن أهلِ السَّعادَةِ خَتَمتَ لَهُ بِها، ومَن كانَ مِن أهلِ الشَّقاوَةِ (في المصدر: «الشَّقاء»، وما أثبتناه من المصادر الاُخرى.) خَذَلتَهُ لَها، كُلُّهم صائِرونَ إلى ظِلِّكَ، واُمورُهُم آئِلَةٌ إلى أمرِكَ، لَم يَهِن عَلى طولِ مُدَّتِهِم سُلطانُكَ، ولَم يَدحَض لِتَركِ مُعاجَلَتِهِم بُرهانُكَ. حُجَّتُكَ قائِمَةٌ لا تَحولُ، وسُلطانُكَ ثابِتٌ لا يَزولُ، فَالوَيلُ الدّائِمُ لِمَن جَنَحَ عَنكَ، وَالخَيبَةُ الخاذِلَةُ لِمَن خابَ مِنكَ، وَالشَّقاءُ الأَشقى لِمَن اغتَرَّ بِكَ، ما أكثَرَ تَصَرُّفَهُ في عَذابِكَ، وما أطوَلَ تَرَدُّدَهُ في عِقابِكَ، وما أبعَدَ غايَتَهُ مِنَ الفَرَجِ، وما أقنَطَهُ مِن سُهولَةِ المَخرَجِ، عَدلاً مِن قَضائِكَ لا تَجورُ فيهِ، وإنصافاً مِن حُكمِكَ لا تَحيفُ عَلَيهِ، فَقَد ظاهَرتَ الحُجَجَ، وأبلَيتَ الأَعذارَ وقَد تَقَدَّمتَ بِالوَعيدِ، وتَلَطَّفتَ فِي التَّرغيبِ، وضَرَبتَ الأَمثالَ وأطَلتَ الإِمهالَ، وأخَّرتَ وأنتَ مُستَطيعٌ لِلمُعاجَلَةِ، وتَأَنَّيتَ وأنتَ مَلِيءٌ بِالمُبادَرَةِ. لَم تَكُن أناتُكَ عَجزاً ولا إمهالُكَ وَهناً ولا إمساكُكَ غَفلَةً ، ولا إنظارُكَ مُداراةً، بَل لِتَكونَ حُجَّتُكَ الأَبلَغَ، وكَرَمُكَ الأَكمَلَ، وإحسانُكَ الأَوفى، ونِعمَتُكَ الأَتَمَّ، وكُلُّ ذلِكَ كانَ ولَم تَزَل، وهُوَ كائِنٌ ولا يَزولُ. نِعمَتُكَ أجَلُّ مِن أن توصَف بِكُلِّها، ومَجدُكَ أرفَعُ مِن أن يُحَدَّ بِكُنهِهِ، ونِعمَتُكَ أكثَرُ مِن أن تُحصى بِأَسرِها، وإحسانُكَ أكثَرُ مِن أن تُشكَرَ عَلى أقَلِّهِ، وقَد قَصَّرَ بِيَ السُّكوتُ عَن تَحمِيدِكَ، وفَهَّهَنِي (فَههت: أي عييت. والفَهُّ: الكليل اللسان العَييّ عن حاجته [۳]) الإِمساكُ عَن تَمجيدِكَ، وقُصارايَ السُّكوتُ عَن تَحميدِكَ بِما تَستَحِقُّهُ، ونِهايَتِي الإِمساكُ عَن تَمجيدِكَ بِما أنتَ أهلُهُ، لا رَغبَةً يا إلهي عَنكَ بَل عَجزاً، فَهأنذا يا إلهي أؤُمُّكَ بِالوِفادَةِ، وأسأَلُكَ حُسنَ الرِّفادَةِ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاسمَع نَجوايَ وَاستَجِب دُعائي، ولاتَختِم يَومي بِخَيبَتي ولاتَجبَهني بِالرَّدِّ في مَسأَلَتي، وأكرِم مِن عِندِكَ مُنصَرَفي وإلَيكَ مُنقَلَبي، إنَّكَ غَيرُ ضائِقٍ عَمّا تُريدُ ولا عاجِزٍ عَمّا تُسأَلُ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، ولاحَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه ِ العَلِيِّ العَظيمِ [۴] [۵]. (وفيه «دعاؤه للعيدين والجمعة».)

المراجع [تعديل]

۱. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج۱۳، ص۴۸۳.   
۲. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج۱۱، ص۲۴۸.   
۳. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج۱۳، ص۵۲۵.   
۴. الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، ص۳۶۹، ح۵۰۰.   
۵. الإمام علي بن الحسين (عليهماالسلام)، الصحيفة السجادية، ص۲۰۴، الدعاء۴۶.   


المصدر [تعديل]

مراقبات شهر رمضان، المحمدي الري شهري، الشيخ محمد، ص۲۹۳-۲۹۵.   







أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار