حجية الأحكام الصادرة عن الأئمة
وهو مفروغ عنه عند فقهائنا؛
[۱] [۲] ويمكن إثباته بعدّة طرق:
الطريق الأوّل- كونهم عليهم السلام معصومين كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، على ما دلّت عليه الأدلّة القطعية من الكتاب والسنة، كما هو مقرّر في كتبنا الكلامية، وذلك يقتضي عدم الخطأ والكذب والسهو في تبليغ الأحكام وإسنادها إلى الشارع المقدّس. وهذا هو القدر المتيقّن من دائرة العصمة.
إذن فكلّ ما يقرّره المعصوم بعنوان أنّه حكم شرعي أو ينقله بعنوان أنه نصّ ورد من الشارع يكون صادقاً فيما يقول، وحاش للَّه أن ينسب الى الشريعة ما ليس منها. ولا فرق في الحجّية بين قوله وفعله وتقريره.
الطريق الثاني- الأحاديث المتواترة الواردة في بيان مرجعية العترة الطاهرة في الأحكام الشرعية وأعلميتهم بكتاب اللّه وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم، سيّما الإمام أمير المؤمنين عليه السلام» :
أ- فممّا ورد في تعيين مرجعية أهل البيت عليهم السلام بصورة عامة فهو كثير، فقد حثّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الامّة على التمسك بعترته وجعلهم عدلًا للكتاب وأوجب عليهم الرجوع إلى أهل بيته، وأكّد على ذلك كراراً، ومن ذلك:
۱- حديث الثقلين المعروف الذي رواه ما يربو على بضع وعشرين صحابيّاً،
[۳] وقد ذكر بألفاظ مختلفة:
فقد أخرج الترمذي بإسناده عن جابر ابن عبد اللَّه قال: «رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيّها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي».
قال الترمذي: وفي الباب عن أبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن اسيد.
[۴] [۵]
وأخرج مسلم في صحيحه بإسناده عن زيد بن أرقم قال: «قام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خمّاً بين مكة والمدينة فحمد اللَّه وأثنى عليه ووعظ وذكّر، ثمّ قال: أمّا بعد ألا يا أيّها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب اللَّه فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب اللَّه واستمسكوا به- فحثّ على كتاب اللَّه ورغّب فيه ثمّ قال-:... وأهل بيتي، اذكّركم اللَّه في أهل بيتي اذكّركم اللَّه في أهل بيتي اذكّركم اللَّه في أهل بيتي!!».
[۶] [۷] [۸] [۹]
وأخرج الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة:
انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرض موته: «أيّها الناس يوشك أن اقبض قبضاً سريعاً، حاولنا هنا في البحوث الروائية عدم التركيز على طرقنا الخاصة ولا مصادرنا الحديثية، بل اعتمدنا طرق العامة ومصادرهم ليكون أبلغ في الاستدلال.فينطلق بي، وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب اللَّه عزّ وجلّ وعترتي...».
[۱۰]
قال القاري في شرح المشكاة: «الأظهر هو أنّ أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم، المطّلعون على سيرته، الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته، وبهذا يصلح أن يكونوا مقابلًا لكتاب اللَّه سبحانه، كما قال: «وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ» •
[۱۱]».
[۱۲] [۱۳]
وقال السمهودي: «الذين وقع الحثّ على التمسّك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة هم العلماء بكتاب اللَّه عزّ وجلّ، إذ لا يحثّ صلى الله عليه وآله وسلم على التمسك بغيرهم، وهم الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق حتى يردا الحوض، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».
[۱۴]
وأخرج العلّامة الشيخ إبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي ضمنها:
قال عليه السلام: «انشدكم اللَّه أ تعلمون أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قام خطيباً لم يخطب بعد ذلك... فقال: يا أيّها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليَّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فقام عمر بن الخطّاب شبه المغضب فقال: يا رسول اللَّه أ كلّ أهل بيتك؟ فقال: لا، ولكن أوصيائي منهم، أولهم أخي ووزيري وخليفتي في امّتي ووليّ كل مؤمن بعدي هو أوّلهم، ثمّ ابني الحسن ثمّ ابني الحسين، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحداً بعد واحد حتى يردوا عليَّ الحوض، هم شهداء اللَّه في أرضه وحجّته على خلقه وخزّان علمه ومعادن حكمته، من أطاعهم أطاع اللَّه ومن عصاهم عصى اللَّه، فقالوا كلّهم: نشهد أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك».
[۱۵]
۲- حديث السفينة، الذي رواه عدد غفير يربو على المائة:
فقد أخرج الحاكم النيسابوري بسنده عن حنش قال: سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ باب الكعبة: أيّها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق».
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
[۱۶] [۱۷] [۱۸] [۱۹]
أخرج الحمويني في فرائد السمطين بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس- رضي اللَّه عنهم- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها... وأنت إمام امّتي ووصيي... إلى أن قال: فاز من لزمك وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك من بعدي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثلكم كمثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة».
[۲۰]
روى أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي: عن أبي سعيد الخدري، قال:
صلّى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم الاولى، ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: «يا معشر أصحابي إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطّة في بني إسرائيل، فتمسكوا بأهل بيتي بعدي الأئمة الراشدين من ذريتي، فانكم لن تضلّوا أبداً» فقيل: يا رسول اللَّه كم الأئمة بعدك؟ قال: «اثنا عشر من أهل بيتي- أو قال- من عترتي».
[۲۱] [۲۲]
ب- وممّا ورد في النصّ على المرجعية العلمية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
۱- قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف:
«أنا دار الحكمة وعليّ بابها».
[۲۳] [۲۴] [۲۵] [۲۶] [۲۷] [۲۸]
۲- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «قسّمت الحكمة عشرة أجزاء، فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزء واحداً».
[۲۹]
۳- وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أقضى امّتي علي بن أبي طالب».
[۳۰]
۴- وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ليهنئك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شرباً ونهلته نهلًا».
[۳۱]
۵- وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة قدس سره: «زوجك سيّد في الدنيا والآخرة، وانّه أوّل أصحابي إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً».
[۳۲]
۶- وما صحّ من قول أمير المؤمنين عليه السلام عن نفسه: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول اللَّه تبعثني إلى اليمن ويسألوني عن القضاء ولا علم لي به؟ قال: ادن، فدنوت، فضرب بيده على صدري ثمّ قال: اللهمّ ثبّت لسانه واهد قلبه، فلا والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما شككت في قضاء بين اثنين بعد».
[۳۳] [۳۴] [۳۵] [۳۶] [۳۷] [۳۸] [۳۹] [۴۰] [۴۱]
۷- وقوله عليه السلام: «سلوني، واللَّه لا تسألوني عن شيءٍ إلّا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب اللَّه، فو الله ما من آية إلّا وأنا أعلم أ بليل نزلت أم بنهار».
[۴۲] [۴۳] [۴۴]
وورد في حديث آخر: «واللَّه ما نزلت آية إلّا وقد علمت فيم نزلت؟ وأين نزلت؟
وعلى من نزلت؟ إنّ ربّي وهب لي قلباً عقولًا ولساناً صادقاً ناطقاً».
[۴۵]
۸- وروى ابن سعد باسناده عن جبلّة بنت المصفّح عن أبيها قال: قال لي علي عليه السلام: «يا أخا بني عامر، سلني عمّا قال اللَّه ورسوله، فإنّا نحن أهل البيت أعلم بما قال اللَّه ورسوله...» قال: والحديث طويل.
[۴۶]
۹- وقيل لعلي عليه السلام: ما لك أكثر الصحابة علماً- وفي بعض الطرق: حديثاً
[۴۷] [۴۸]-؟
فقال: «كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكتّ ابتدأني»،
[۴۹] ولم يكن أحد من الصحابة يقول: «سلوني» إلّا علي عليه السلام.
[۵۰] [۵۱]
وقد أقرّ الصحابة بأعلميته بالأحكام:
فقد روى ابن عبد البر باسناده: أتى اذينة بن سلمة العبدي عمر بن الخطاب فسأله من أين أعتمر؟ فقال: «ائت عليّاً فسأله...».
[۵۲]
وسأل شريح بن هاني عائشة امّ المؤمنين عن المسح على الخفّين فقالت:
«ائت عليّاً فسله».
[۵۳]
وعن عمر أيضاً: «أقضانا علي بن أبي طالب»،
[۵۴] [۵۵] وفي لفظ آخر: «وعليّ أقضانا».
[۵۶] [۵۷] [۵۸]
وعن عائشة: «انّه أعلم من بقي بالسنة».
[۵۹] [۶۰] [۶۱]
وعن ابن عباس: «إذا حدّثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها».
[۶۲]
وورد في لفظ آخر: «كنّا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به».
[۶۳]
وفي آخر: «كنّا إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل عنه إلى غيره».
[۶۴]
وعن عبد اللّه بن مسعود أنّه قال: «أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب».
[۶۵] [۶۶]
وفي لفظ آخر «أفرض أهل المدينة وأقضاها علي بن أبي طالب».
[۶۷] [۶۸]
وفي آخر عنه: «إنّ علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن».
[۶۹]
وأيضاً قد روي عن ابن عمر انّه قال:
«علي أعلم الناس بما انزل على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم».
[۷۰]
وسأل رجل معاوية عن مسألة فقال:
اسأل عنها عليّاً فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحبّ إليّ من جواب عليّ، قال: «بئس ما قلت، لقد كرهت رجلًا كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يغرّه بالعلم غرّاً، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه»
[۷۱] [۷۲] [۷۳] ملحوظة:
انّه بناء على القول بحجية قول الصحابي لا بدّ من القول بحجية أقوال أصحاب الكساء، إذ لا ريب في أنّ بعض أهل البيت عليهم السلام كانوا من الصحابة الأبرار، بل من أكابر الصحابة ومن أبرزهم، كعليّ والحسن والحسين وفاطمة الزهراء عليهم السلام بل كانوا من الملازمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ما وفّر لهم فرصاً كثيرة للأخذ من علوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسماع حديثه من دون واسطة واستيعابه.
بل من خلال ما بيّنا يتّضح أنّ الحجّية فيهم آكد وأكثر اطمئناناً، سيّما مع شهادة النبيّ نفسه بأعلميّة ومرجعية علي عليه السلام وأنّه باب مدينة علمه، وكذا أهل البيت عليهم السلام بصورة عامة.
هذا، وقد نقلت عن علي عليه السلام آثار في مختلف أبواب الفقه، وهي ثروة لا يُستغنى عنها، وجملة من روايات أهل البيت عليهم السلام من أبناء علي عليه السلام تتضمن أقواله.
ومن هنا كان بعض علماء أهل السنّة يرجّح قول عليّ عليه السلام على غيره، كما اتّفق لكثير من فقهاء العامّة.
[۷۴] [۷۵] [۷۶] [۷۷]
الطريق الثالث- (حجية قول أصحاب الكساء) أنّنا لو قطعنا النظر عن مسألة عصمة الأئمة عليهم السلام فمع ذلك يمكن إثبات حجيّة ما ينسبونه الى الشريعة من الأحكام والبيانات؛ وذلك من باب حجّية ما يرويه الثقة والعدل من الأحاديث، إذ لا شكّ أيضاً بأن الأئمة الطاهرين عليهم السلام في منتهى الصدق وفي غاية الوثاقة وفي أعلى درجات الاستقامة والعدالة، فكلّ ما يروونه من الأحاديث يكون حجّة قطعاً، بل هو في أقوى مراتب الحجيّة، سيما إذا لوحظ مدى إحاطتهم عليهم السلام بعلوم الشريعة وعلى الأخصّ مصدريها الأساسيين أي القرآن الكريم والسنّة الشريفة، وأيضاً مع الأخذ بنظر الاعتبار إسنادهم الأعلائي، وأخذهم الروايات كابراً عن كابر وأباً عن جدّ، فطريقهم الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غاية الاطمئنان.
وهذا ما يعطي الروايات التي يرويها الأئمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيمة فذّة ويضفي عليها قوّة ومتانة ويمنحها امتيازاً لا يتوفّر في سائر الطرق والأسانيد، فانّهم ورثوا الروايات وعلوم الشريعة من جدّهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وراثة حسّية كابراً عن كابر؛ فإنّ السنّة الشريفة علّمها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام، وأخذ الأئمة ذلك من أبيهم علي بن أبي طالب عليه السلام.
وسنبيّن مفصّلًا كيفية انتقال هذه الأحاديث ضمن النقاط التالية
[۷۸]:
أ- تعليم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام:
۱- عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللَّه (الامام الصادق) قال: «إنّ اللَّه علّم رسوله الحلال والحرام والتأويل، وعلّم رسول اللَّه علمه كلّه علياً»،
[۷۹] [۸۰] [۸۱] [۸۲] [۸۳] وروى مثله عن حمران بن أعين بأربعة أسانيد، وعن كل من أبي بصير وأبي الأغرّ وحمّاد بن عثمان أيضاً مثله.
[۸۴] [۸۵] [۸۶] [۸۷] [۸۸] [۸۹]وفي الحديث: أنّ الرسول ناجاه في الطائف. (قاموس الرجال ۳: ۶۴۸).
۲- وعن يعقوب بن شعيب بسندين عن أبي عبد اللَّه عليه السلام (الامام الصادق) قال: «إنّ اللَّه تعالى علّم رسول اللَّه القرآن،
وعلّمه شيئاً سوى ذلك، فما علّم اللَّه رسوله فقد علّم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام»
[۹۰] [۹۱]
وروى الصفّار في بصائر الدرجات روايات أخرى:
۱- عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللَّه قال: «كان علي يعلم كلّ ما يعلم رسول الله، ولم يعلّم اللَّه رسوله شيئاً إلّا وقد علّمه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام»..
[۹۲]
۲- وعن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «كنت إذا سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أجابني، وإن فنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت عليه آية في ليل ولا نهار ولا سماء ولا أرض ولا دنيا ولا آخرة ولا جنة ولا نار ولا سهل ولا جبل ولا ضياء ولا ظلمة إلّا أقرأنيها، وأملاها عليّ وكتبتها بيدي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصّها وعامّها، وكيف نزلت، وأين نزلت، وفيمن انزلت إلى يوم القيامة. دعا اللَّه لي أن يعطيني فهماً وحفظاً فما نسيت آية من كتاب اللَّه، ولا على من انزلت إلّا أملاه عليَّ»
[۹۳] وسليم بن قيس أبو صادق الهلالي العامري من اصحاب أمير المؤمنين وأدرك الأئمة حتى الباقر عليه السلام، له كتاب.
[۹۴]
۳- عن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه انّه قيل لعلي: ما لك أكثر أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً؟ فقال: «انّي كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكتُّ ابتدأني».
[۹۵]
۴- عن سليمان الأحمسي عن أبيه، قال: قال علي:
«واللَّه ما نزلت آية إلّا وقد علمت في ما نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت، انّ ربّي وهب لي قلباً عقولًا ولساناً طلقاً».
[۹۶]
۵- عن ابي الطفيل، قال: قال علي: «سلوني عن كتاب اللَّه فانّه ليس من آية إلّا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل».
[۹۷]
۶- عن السندي بن محمّد عن يونس بن يعقوب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن عليّ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ما دخل رأسي نوم ولا عهد إليّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حتّى علمت من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنّة أو أمر أو نهي فيما نزل فيه وفيمن نزل»، فخرجنا فلقيتنا المعتزلة فذكرنا ذلك لهم فقال: انّ هذا الأمر عظيم كيف يكون هذا وقد كان أحدهما يغيب عن صاحبه فكيف يعلم هذا؟ قال: فرجعنا إلى زيد فأخبرناه بردّهم علينا، فقال: يتحفّظ على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عدد الأيّام التي غاب بها فاذا التقيا قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «يا عليّ نزل عليّ في يوم كذا، كذا وكذا. وفي يوم كذا، كذا حتّى يعدّهما عليه الى آخر اليوم الّذي وافى فيه، فاخبرناهم بذلك».
[۹۸] وزيد بن علي بن الحسين خرج على عهد هشام يدعو للرضا من آل محمد وقتل في الكوفة لليلتين خلتا من صفر سنة ۱۲۰ ه.
[۹۹]
۷- عن عبد اللَّه بن نجي، عن أبيه قال: قال لي علي: «كانت لي منزلة من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن لأحد من الخلائق، فكنت آتيه كلّ سحر، فأقول: السلام عليك يا نبيّ اللَّه، فإن تنحنح انصرفت إلى أهلي وإلّا دخلت عليه».
[۱۰۰]
۸- وعنه قال علي: «كان لي من رسول اللَّه مدخلان: مدخل بالليل ومدخل بالنهار، فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي».
[۱۰۱] [۱۰۲]
۹- وعن علي قال: «كان لي من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ساعة آتيه فيها فإذا أتيته فيها استأذنت، إن وجدته يصلّي فتنحنح دخلت، وإن وجدته فارغاً أذن لي».
[۱۰۳]
ب- أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام بأن يكتب لشركائه الأئمة عليهم السلام:
فعن محمد بن علي الباقر عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام: «اكتب ما املي عليك.
قال: يا نبي اللَّه، أ تخاف عليّ النسيان؟
قال: لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت اللَّه أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي اللَّه؟ قال: الأئمة من ولدك، بهم تُسقى امتي الغيث، وبهم يُستجاب دعاؤهم، وبهم يَصرف اللَّه عنهم البلاء، وبهم تنزل الرحمة من السماء، وأومأ إلى الحسن عليه السلام وقال: هذا أوّلهم، وأومأ إلى الحسين عليه السلام وقال: الأئمة من ولده».
[۱۰۴] [۱۰۵] [۱۰۶]هذا، وقد أشار الامام علي عليه السلام إلى ذلك في حديثه بمسكن كما رواه أبو أراكة قال: كنا مع علي عليه السلام بمسكن فحدثنا ان علياً ورث من رسول اللَّه السيف، وبعض يقول: البغلة، وبعض يقول: ورث صحيفة في حمائل السيف، إذ خرج علي عليه السلام ونحن في حديثه، فقال: «أيم اللَّه لو انشط ويؤذن لي لحدّثتكم حتى يحول الحول لا اعيد حرفاً. وأيم اللَّه عندي لصحف كثيرة قطائع رسول اللَّه وأهل بيته وان فيها لصحيفة يقال لها: العبيطة، وما ورد على العرب أشدّ منها، وانّ فيها لستين قبيلة مبهرجة ما لها في دين اللَّه من نصيب».
[۱۰۷] و «مسكن» : موضع على نهر دجيل في العراق، وقصد الامام من (قطائع رسول اللَّه وأهل بيته) مختصّاتهم، ومبهرجة: باطلة ورديئة.
ج- توارث الأئمة كتب العلم:
د- من رأى كتاب عليّ عليه السلام من أصحاب الأئمّة عليهم السلام:
ه- اسم كتاب علي عليه السلام في الأحكام:
مناقشة وردّ:
قد يدّعي من لا يقبل بعصمة الأئمة عليهم السلام من فقهاء المذاهب الاخرى بأنّه على الرغم من كون الأئمة عليهم السلام في غاية الوثاقة، إلّا أنّ ما يقولونه على قسمين: قسم يعبّر عن مجموعة روايات وأحاديث ينقلونها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقسم يعبّر عن اجتهادهم ورأيهم الخاص فإنّهم لم يكونوا محض رواة، بل في الوقت نفسه كانوا من أكبر الفقهاء، ولا شكّ في حجية القسم الأول من أقوالهم، وأمّا القسم الثاني فحكمه يختلف عن القسم الأول حيث لا يكون حجة على مجتهد آخر.
والجواب: إنّهم عليهم السلام قد صرّحوا في مناسبات عديدة بتعهّدهم بأنّ كل ما يقولون ليس من عند أنفسهم، وإنما ينقلونه عن جدّهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وإليك جملة من هذه الأحاديث:
۱- عن قتيبة قال: سأل رجل أبا عبد اللَّه (الامام جعفر الصادق) عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل. أ رأيت إن كان
۲- وعن الامام محمّد الباقر عليه السلام قال: «انّ أوصياء محمّد عليه وعليهم السلام محدّثون»
[۱۰۸] [۱۰۹]
۳- وعن أبي الحسن موسى، قال: «الأئمة علماء صادقون مفهّمون محدّثون»
[۱۱۰]
۴- وعن محمّد بن مسلم، قال: ذكر المحدّث عند أبي عبد اللَّه عليه السلام فقال: «انّه يسمع الصوت ولا يرى الشخص» فقلت له: جعلت فداك، كيف يعلم انّه كلام الملك؟ قال: «انّه يعطي السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملك».
[۱۱۱] ولا ينبغي الاستيحاش من هذه الروايات، فإنّنا نجد في كتب الحديث بمدرسة الخلفاء أحاديث تثبت نظير هذه الصفات لبعض الخلفاء مثل ما روت امّ المؤمنين عائشة في حق عمر بن الخطاب، قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «قد كان يكون في الامم قبلكم محدّثون، فإن يكن في امّتي منهم أحد فانّ عمر بن الخطّاب منهم».
[۱۱۲] [۱۱۳] [۱۱۴] [۱۱۵] وروى البخاري عن أبي هريرة أيضاً نظير هذا الحديث.
[۱۱۶] [۱۱۷] ومهما ورد في مصادر مدرسة الخلفاء فانّه لم يرد فيها أنّ أحدهم ورث عن رسول اللَّه كتاباً مثل ما ورد ذلك في حق أئمّة أهل البيت عليهم السلام بكلّ وضوح وتفصيل، وقد أوضحنا فيما سبق كيفية تداول أئمّة أهل البيت كتب العلم التي ورثوها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم. كذا وكذا، ما يكون القول فيها؟ فقال له:
«مه، ما اجبتك فيه من شيء فهو عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، لسنا من (أ رأيت) في شيء».
[۱۱۸]
فإنّ مراد السائل: اخبرني عن رأيك الذي تختاره بالظنّ والاجتهاد. وقد نهاه عليه السلام عن هذا الظنّ وبيّن له أنهم لا يقولون شيئاً إلّا بالجزم واليقين وبما وصل اليهم من سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم.
[۱۱۹]
۲- وعن عنبسة قال: سأل رجل أبا عبد اللَّه عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: إن كان كذا وكذا ما كان القول فيها؟ فقال له: «مهما أجبتك فيه لشيء
[۱۲۰] [۱۲۱] فهو عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، لسنا نقول برأينا من شيء».
[۱۲۲]
۳- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر
الامام محمد الباقر عليه السلام أنّه قال: «لو أنّا حدّثنا برأينا ضللنا كما ضلّ من كان قبلنا، ولكنّا حدّثنا ببيّنة من ربنا بيّنها لنبيّه فبيّنها لنا».
[۱۲۳]
۴- عن الفضيل بن يسار عن جعفر عليه السلام أنّه قال: «إنّا على بيّنة من ربنا بيّنها لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم فبيّنها نبيّه لنا، فلو لا ذلك كنّا كهؤلاء الناس».
[۱۲۴]
۵- عن سماعة عن أبي الحسن عليه السلام قال:
قلت له: كلّ شيء تقول به في كتاب اللَّه وسنّة نبيّه، أو تقولون فيه برأيكم؟ قال:
«بل كلّ شيء نقوله في كتاب اللَّه وسنّة نبيّه».
[۱۲۵]
۶- عن داود بن أبي يزيد الأحول عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول: «إنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين. ولكنّها آثار من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أصل علم نتوارثها كابراً عن كابر عن كابر، نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم».
[۱۲۶]
۷- وعن جابر- بثلاثة أسانيد- قال: قال أبو جعفر عليه السلام: «يا جابر لو كنا نحدّث الناس أو حدّثناهم برأينا لكنّا من الهالكين، ولكنّا نحدّثهم بآثار عندنا من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يتوارثها كابر عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم».
[۱۲۷]
۸- عن محمد بن شريح- بثلاثة أسانيد- قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «لو لا أن اللَّه فرض طاعتنا وولايتنا وأمر مودّتنا ما أوقفناكم على أبوابنا ولا أدخلناكم بيوتنا، إنا واللَّه ما نقول بأهوائنا، ولا نقول برأينا، ولا نقول إلّا ما قال ربّنا، واصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم».
[۱۲۸]
۹- ولقد صرّح الأئمة عليهم السلام بسلسلة السند لكل ما ينقلونه من أحاديث وأنّ هذا النقل ليس حدسياً بل حسّي، وأبانوا طرق رواياتهم، حتى تواتر عنهم القول:
«حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وحديث رسول اللَّه قول اللَّه عزّ وجلّ» وفي ذلك يقول بعضهم.
[۱۲۹] [۱۳۰]إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً وتعلم صدق الناس في نقل أخبار فدع عنك قول الشافعي ومالك وأحمد والنعمان أو كعب أحبار ووالِ أُناساً قولُهم وحديثُهم روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري وقال آخر
[۱۳۱]
إن كنت تمدح يوماً للَّه من غير علّة فاقصد بمدحك قوماً هم الهداة الأدلّة إسنادهم عن أبيهم عن جبرئيل عن اللَّه
المراجع [تعديل]
۱. | ↑ جامع أحاديث الشيعة، ج۱، ص۱۲۶- ۲۱۹، ب ۴ من المقدمات. |
۲. | ↑ فقد عُقد فيه باب مفصّل تحت عنوان (حجّية فتوى الأئمة من العترة الطاهرة). |
۳. | ↑ الغدير، ج۳، ص۱۱۸. |
۴. | ↑ صحيح الترمذي، ج۵، ص۶۲۱، باب مناقب أهل النبي، ح ۳۷۸۶. |
۵. | ↑ المعجم الكبير، ج۱، ص۶۶، ح ۲۶۸۰. |
۶. | ↑ صحيح مسلم، ج۴، ص۱۸۷۳، (باب فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام)، ح ۲۴۰۸. |
۷. | ↑ مستدرك الحاكم، ج۳، ص۶۱۳، ح ۶۲۷۲. |
۸. | ↑ مسند أحمد، ج۳، ص۳۸۸، ح ۱۰۷۲۰. |
۹. | ↑ مسند أحمد، ج۳، ص۳۹۴، ح ۱۰۷۴۷. |
۱۰. | ↑ الصواعق المحرقة، ج۱، ص۱۲۶. |
۱۱. | ↑ البقرة/سورة ۲، الآية ۱۲۹. |
۱۲. | ↑ المرقاة في شرح المشكاة، ج۱۰، ص۵۳۱. |
۱۳. | ↑ كتاب المناقب، ذيل الحديث ۶۱۵۳. |
۱۴. | ↑ جواهر العقدين، ج۱، ص۹۳. |
۱۵. | ↑ فرائد السمطين، ج۱، ص۳۱۷- ۳۱۸، ب ۵۸. |
۱۶. | ↑ مستدرك الحاكم، ج۲، ص۳۷۳، ح ۳۳۱۲. |
۱۷. | ↑ مستدرك الحاكم، ج۳، ص۱۶۳، ح ۴۷۲۰. |
۱۸. | ↑ ينابيع المودة، ج۱، ص۹۳. |
۱۹. | ↑ فرائد السمطين، ج۲، ص۲۴۶، ح ۵۱۹. |
۲۰. | ↑ فرائد السمطين، ج۲، ص۲۴۳، ح ۵۱۷، ونقله عنه القندوزي في ينابيع المودة ۱: ۹۵. |
۲۱. | ↑ مسند الفردوس، شهردار الديلمي (مخطوط). |
۲۲. | ↑ عبقات الأنوار للكهنوي، ج۴، ص۲۱۱. |
۲۳. | ↑ حلية الأولياء، ج۱، ص۶۴. |
۲۴. | ↑ -، ج۴، ص۱۴۰. |
۲۵. | ↑ وفي لفظ: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب» في مستدرك الحاكم، ج۳، ص۱۳۷، ح ۴۶۳۷. |
۲۶. | ↑ مجمع الزوائد، ج۹، ص۱۱۴. |
۲۷. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۱۰۲. |
۲۸. | ↑ اسد الغابة، ج۲، ص۱۰۰. |
۲۹. | ↑ حلية الأولياء، ج۱، ص۶۵. |
۳۰. | ↑ -، ج۴، ص۱۴۷. |
۳۱. | ↑ حلية الأولياء، ج۱، ص۶۵. |
۳۲. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۰۹۹. |
۳۳. | ↑ اسد الغابة، ج۴، ص۹۹. |
۳۴. | ↑ تاريخ الخلفاء، ج۱، ص۱۳۵. |
۳۵. | ↑ مستدرك الحاكم، ج۳، ص۱۴۶، ح ۴۶۵۸. |
۳۶. | ↑ مسند أحمد، ج۱، ص۱۳۵، ح ۶۳۷. |
۳۷. | ↑ مسند أحمد، ج۱، ص۱۷۸، ح ۸۸۲. |
۳۸. | ↑ فضائل الصحابة، ج۱، ص۵۸۰، ح ۹۸۴. |
۳۹. | ↑ فضائل الصحابة، ج۱، ص۶۹۹، ح ۱۱۹۵. |
۴۰. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۱۰۰. |
۴۱. | ↑ -، ج۴، ص۱۴۷-۱۴۸. |
۴۲. | ↑ الاصابة، ج۲، ص۵۰۹. |
۴۳. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۱۰۷. |
۴۴. | ↑ -، ج۴، ص۱۴۷. |
۴۵. | ↑ تاريخ الخلفاء، ج۱، ص۱۴۶. |
۴۶. | ↑ الطبقات الكبرى (لابن سعد)، ج۶، ص۲۴۰المصفّح العامري. |
۴۷. | ↑ تاريخ الخلفاء، ج۱، ص۱۳۵. |
۴۸. | ↑ مستدرك الحاكم، ج۳، ص۱۳۵، ح ۴۶۳۰. |
۴۹. | ↑ فيض القدير شرح الجامع الصغير، ج۴، ص۴۷۰. |
۵۰. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۱۰۳. |
۵۱. | ↑ فضائل الصحابة، ج۱، ص۶۴۶: ح ۱۰۹۸. |
۵۲. | ↑ الاستيعاب، ج۴، ص۱۱۰۶. |
۵۳. | ↑ الاستيعاب، ج۴، ص۱۱۰۳. |
۵۴. | ↑ -، ج۴، ص۱۴۷. |
۵۵. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۱۰۲. |
۵۶. | ↑ حلية الأولياء، ج۱، ص۶۵. |
۵۷. | ↑ الصواعق المحرقة، ج۱، ص۱۲۶. |
۵۸. | ↑ مسند أحمد، ج۵، ص۱۱۳. |
۵۹. | ↑ تاريخ الخلفاء، ج۱، ص۱۳۵. |
۶۰. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۱۰۴. |
۶۱. | ↑ -، ج۴، ص۱۴۱. |
۶۲. | ↑ الصواعق المحرقة، ج۱، ص۱۲۷. |
۶۳. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۱۰۴. |
۶۴. | ↑ اسد الغابة، ج۴، ص۱۰۰. |
۶۵. | ↑ الاستيعاب، ج۳، ص۱۱۰۵. |
۶۶. | ↑ -، ج۴، ص۱۴۱. |
۶۷. | ↑ تاريخ الخلفاء، ج۱، ص۱۳۵. |
۶۸. | ↑ أيضاً: الصواعق المحرقة، ج۱، ص۱۲۷. |
۶۹. | ↑ حلية الأولياء، ج۱، ص۶۵. |
۷۰. | ↑ شواهد التنزيل، ج۱، ص۳۹. |
۷۱. | ↑ الصواعق المحرقة، ج۱، ص۱۷۹. |
۷۲. | ↑ -، ج۴، ص۱۴۲- ۱۴۳. |
۷۳. | ↑ فضائل الصحابة، ج۱، ص۶۷۵ح ۱۱۵۳. |
۷۴. | ↑ المصنف للصنعاني، ج۲، ص۳۵۱. |
۷۵. | ↑ المصنف لابن أبي شيبة، ج۶، ص۴۸۵. |
۷۶. | ↑ المعجم الكبير للطبراني، ج۵، ص۴۳، ح ۴۵۳۶. |
۷۷. | ↑ كنز العمال، ج۸، ص۱۷۲، ح ۲۲۴۲۹. |
۷۸. | ↑ معالم المدرستين، ج۲، ص۳۰۹. |
۷۹. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰، ب ۱۰، ح ۱. |
۸۰. | ↑ الوسائل، ج۲۷، ص۱۸۲، ب ۱۳ من صفات القاضي، ح ۱۹. |
۸۱. | ↑ وفيه: «انّ اللَّه علّم نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم التنزيل والتأويل، فعلّمه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام، ثمّ قال: وعلّمنا واللَّه. |
۸۲. | ↑ الحديث». |
۸۳. | ↑ المستدرك، ج۱۷، ص۳۳۴، ب ۱۳ من صفات القاضي، ح ۲۸. |
۸۴. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰- ۲۹۲، ب ۱۰، ح ۴. |
۸۵. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰، ب ۱۰، ح۶. |
۸۶. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰، ب ۱۰، ح۷. |
۸۷. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰، ب ۱۰، ح۸. |
۸۸. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰، ب ۱۰، ح۱۰. |
۸۹. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰، ب ۱۰، ح۱۲. |
۹۰. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰- ۲۹۱، ب ۱۰، ح ۳. |
۹۱. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۰- ۲۹۱، ب ۱۰، ح۹. |
۹۲. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۲، ب ۱۰، ح ۱۳. |
۹۳. | ↑ بصائر الدرجات، ج۴، ص۱۹۸، ب ۸، ح ۳. |
۹۴. | ↑ قاموس الرجال، ج۵، ص۲۲۷- ۲۲۸. |
۹۵. | ↑ الطبقات الكبرى، ج۲، ص۳۳۸. |
۹۶. | ↑ الطبقات الكبرى، ج۲، ص۳۳۸. |
۹۷. | ↑ طبقات ابن سعد، ج۲، ص۳۳۸. |
۹۸. | ↑ بصائر الدرجات، ج۴، ص۱۹۷، ب ۸، ح ۱. |
۹۹. | ↑ قاموس الرجال، ج۴، ص۵۶۴. |
۱۰۰. | ↑ سنن النسائي بشرح السيوطي، ج۳، ص۱۲. |
۱۰۱. | ↑ سنن النسائي بشرح السيوطي، ج۳، ص۱۲، باب التنحنح في الصلاة. |
۱۰۲. | ↑ سنن ابن ماجة، ج۲، ص۱۲۲۲، ح ۳۷۰۸. |
۱۰۳. | ↑ سنن النسائي بشرح السيوطي، ج۳، ص۱۲. |
۱۰۴. | ↑ ه)، ج۱، ص۴۴۱ (المجلس الخامس عشر) ح ۹۸۹. |
۱۰۵. | ↑ بصائر الدرجات، ج۴، ص۱۶۷، ب ۱، ح ۲۲. |
۱۰۶. | ↑ ه)، ج۱، ص۷۳، ب ۳، ح ۸. |
۱۰۷. | ↑ بصائر الدرجات، ج۳، ص۱۴۹، ب ۱۳، ح ۱۵. |
۱۰۸. | ↑ الكافي، ج۱، ص۲۷۰، ح ۱. |
۱۰۹. | ↑ البحار، ج۲۶، ص۷۲، ح ۱۸. |
۱۱۰. | ↑ الكافي، ج۱، ص۲۷۱، ح ۳. |
۱۱۱. | ↑ الكافي، ج۱، ص۲۷۱، ح ۴. |
۱۱۲. | ↑ صحيح مسلم، ج۴، ص۱۸۶۴، ح ۲۳۹۸. |
۱۱۳. | ↑ وفيه: «قال ابن وهب: تفسير محدّثون ملهمون». |
۱۱۴. | ↑ مسند أحمد، ج۷، ص۸۳، ح ۲۳۷۶۴. |
۱۱۵. | ↑ وفيه «قال ابن وهب: تفسير محدّثون: ملهمون». |
۱۱۶. | ↑ صحيح البخاري، ج۳، ص۱۲۷۹، ح ۳۲۸۲. |
۱۱۷. | ↑ مسند الطيالسي، ج۱، ص۳۰۸، ح ۲۳۴۸. |
۱۱۸. | ↑ الكافي، ج۱، ص۵۸، ح ۲۱. |
۱۱۹. | ↑ مرآة العقول، ج۱، ص۲۰۱. |
۱۲۰. | ↑ كذا في المصدر. |
۱۲۱. | ↑ والأنسب: «بشيء». |
۱۲۲. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۳۰۰- ۳۰۱، ب ۱۴، ح ۸. |
۱۲۳. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۹، ب ۱۴، ح ۲. |
۱۲۴. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۳۰۱، ب ۱۴، ح ۹. |
۱۲۵. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۳۰۱، ب ۱۵، ح ۱. |
۱۲۶. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۹- ۳۰۰، ب ۱۴، ح ۳. |
۱۲۷. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۲۹۹- ۳۰۰، ب ۱۴، الأحاديث ۱، ۴، ۶. |
۱۲۸. | ↑ بصائر الدرجات، ج۶، ص۳۰۰- ۳۰۱، ب ۱۴، الأحاديث ۵، ۷، ۱۰. |
۱۲۹. | ↑ الكافي، ج۱، ص۵۳، ح ۱۴. |
۱۳۰. | ↑ الصراط المستقيم، ج۳، ص۲۰۷. |
۱۳۱. | ↑ رشفة الصادي، ج۱، ص۱۹۹. |