جـ ـ مولده : [تعديل] ولد عليهالسلام ليلة الجمعة أو يوم الجمعة ليلاً بسرّ من رأى ، ليلة النصف من شعبان عند طلوع الفجر ، وقيل غير ذلك [۲] ، في سنة ۲۵۵ هجرية [۳] ، ومضى أبو محمّد وللخلف أربع سنوات وستة أشهر وثلاثة وعشرون يوماً [۴] .
د ـ غيبته : [تعديل] قد تواترت الاخبار أن للامام المهدي عجل اللّه فرجه غيبتين :
۱- الغيبة الصغرى : [تعديل] ومدّتها أربع وسبعون سنة ، وتبدأ من حين ولادته سنة (۲۵۵) هجرية واستمرت حتى وفاة آخر سفير عنه في سنة (۳۲۹هـ ) ، قضى خمسة سنين منها مستوراً مع أبيه ، و۶۹سنة بعده كذلك .
وكان ارتباطه بالشيعة بواسطة سفراء و وكلاء على شيعته ، وكان سفراؤه بينهم وبينه الذين ترد عليهم التوقيعات من جانبه في هذه الغيبة أربعة :
قال فيه الامام الهادي عليهالسلام : « هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ما قاله لكم فعنّي يقول ، وما أدّاه اليكم فعنّي يؤديه » [۵].
وقال فيه الامام الحسن العسكري عليهالسلام : « . . . هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ثقة الماضي [3] وثقتي في المحيا والممات ، فما قاله فعنّي يقوله ، وما أدّى إليه فعنّي يؤدّيه » [۶].
وقال فيه أيضاً لجمع من شيعته : « إشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي ، وانّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديّكم » [۷].
تولى السفارة حوالي أربعين سنة . توفي في جمادى الثانية ـ أو الاُولى ـ سنة۳۰۴هـ [۸] .
قال فيه الامام العسكري عليهالسلام في حقه وحقّ أبيه لأحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري : « العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما فإنّهما الثقتان المأمونان » [۹].
أوصى إليه أبو جعفر محمّد بن عثمان العمري بالوكالة والسفارة وقال لمن اجتمع عنده من وجوه الشيعة وقد سألوه عمّن يقوم مقامه إن حدث به أمر ، فقال : « هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليهالسلام والوكيل له ، والثقة الأمين ، فارجعوا إليه في اُموركم وعوّلوا عليه في مهمّاتكم ، فبذلك اُمرت ، وقد بلّغت » [۱۱] .
« بسم اللّه الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمّد السمري أعظم اللّه أجر اخوانك فيك ، فانّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام ، فاجمع أمرك ، ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلاّ بعد إذن اللّه تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمَن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ . ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم » .
قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيّك من بعدك ؟ فقال : « للّه أمر هو بالغه » ، ومضى رضي اللّه عنه . فهذا آخر كلام سمع منه [۱۲].
۲-الغيبة الكبرى : [تعديل] وقد بدأت الغيبة الكبرى منذ سنة۳۲۹هجرية ، وهي السنة التي وقعت فيها وفاة آخر سفير للامام عليهالسلام ولا تزال حتى يومنا هذا ، وتستمر حتى يأذن اللّه تعالى بظهوره .
و الامام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف هو المتيقّن والموعود ظهوره في آخر الزمان ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، بإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك ضمن أحاديث جمّة وردت في كتب الفريقين من الشيعة الامامية و أهل السنّة .
« عرض علينا أبو محمّد الحسن بن علي ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا . قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلاّ أيّام قلائل حتى مضى أبو محمّد عليهالسلام » [۱۵] .
↑ وقيل : سنة ( ۲۵۴ ) و ( ۲۵۵ ) و ( ۲۵۶ ) و ( ۲۵۷ ) .
۳.
↑ صفته : كان أبو محمّد عليهالسلام ذا جلالة وهيأة حسنة ، ولم ير ولم يسمع بمثله في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه ، ولم ير له ولي ولا عدوّ إلاّ وهو يحسن القول فيه والثناء عليه .
۴.
↑ وقيل : انّه ولد سنة ۵۸ ومضى أبو محمّد وللخلف سنتان وأربعة أشهر . ( انظر : تاريخ أهل البيت عليهمالسلام : ۸۸ ) .