الإمام المهدي المنتظر (عج) - ویکی فقه 


الإمام المهدي المنتظر (عج)




الإمام المهدي (عج) [تعديل]

الإمام المهدي محمد بن الحسن ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عجل اللّه‏ فرجه الشريف :


أ ـ كنيته : [تعديل]

أبو القاسم ، وقد ورد في روايات الفريقين عن النبي صلى ‏الله‏ عليه ‏و‏آله ‏وسلم أن اسمه اسمي وكنيته كنيتي [۱].


ب ـ نسبه : [تعديل]

ينتهي من طرف الأب إلى هاشم ، واُمّه ريحانة ، ويقال لها نرجس .


جـ ـ مولده : [تعديل]

ولد عليه‏السلام ليلة الجمعة أو يوم الجمعة ليلاً بسرّ من رأى ، ليلة النصف من شعبان عند طلوع الفجر ، وقيل غير ذلك [۲] ، في سنة ۲۵۵ هجرية [۳] ، ومضى أبو محمّد وللخلف أربع سنوات وستة أشهر وثلاثة وعشرون يوماً [۴] .


د ـ غيبته : [تعديل]

قد تواترت الاخبار أن للامام المهدي عجل اللّه‏ فرجه غيبتين :


۱- الغيبة الصغرى : [تعديل]

ومدّتها أربع وسبعون سنة ، وتبدأ من حين ولادته سنة (۲۵۵) هجرية واستمرت حتى وفاة آخر سفير عنه في سنة (۳۲۹هـ ) ، قضى خمسة سنين منها مستوراً مع أبيه ، و۶۹سنة بعده كذلك .

وكان ارتباطه بالشيعة بواسطة سفراء و وكلاء على شيعته ، وكان سفراؤه بينهم وبينه الذين ترد عليهم التوقيعات من جانبه في هذه الغيبة أربعة :


← السفير الأول :
أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري السمّان المتوفى حدود سنة۲۶۷هـ ، وقد كان ثقة من أبواب أبيه وجدّه عليهم‏السلام .

قال فيه الامام الهادي عليه‏السلام : « هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ما قاله لكم فعنّي يقول ، وما أدّاه اليكم فعنّي يؤديه » [۵].


وقال فيه الامام الحسن العسكري عليه‏السلام : « . . . هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ثقة الماضي [3]    وثقتي في المحيا والممات ، فما قاله فعنّي يقوله ، وما أدّى إليه فعنّي يؤدّيه » [۶].


وقال فيه أيضاً لجمع من شيعته : « إشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي ، وانّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديّكم » [۷].



← السفير الثاني :
ابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري .

تولى السفارة حوالي أربعين سنة . توفي في جمادى الثانية ـ أو الاُولى ـ سنة۳۰۴هـ [۸] .

قال فيه الامام العسكري عليه‏السلام في حقه وحقّ أبيه لأحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري : « العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما فإنّهما الثقتان المأمونان » [۹].


← السفير الثالث :
أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، المتوفى في شعبان سنة۳۲۶هـ [۱۰]

أوصى إليه أبو جعفر محمّد بن عثمان العمري بالوكالة والسفارة وقال لمن اجتمع عنده من وجوه الشيعة وقد سألوه عمّن يقوم مقامه إن حدث به أمر ، فقال : « هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليه‏السلام والوكيل له ، والثقة الأمين ، فارجعوا إليه في اُموركم وعوّلوا عليه في مهمّاتكم ، فبذلك اُمرت ، وقد بلّغت » [۱۱] .


← السفير الرابع :
أبو الحسن علي بن محمّد السمري ، المتوفى في شعبان سنة۳۲۹هـ .

أوصى إليه بالوكالة الحسين بن روح النوبختي ، وقام مقامه في السفارة ، وهو آخر السفراء ، وبموته سنة۳۲۹هـ انقطعت السفارة وبدأت الغيبة الكبرى .

روى الشيخ الصدوق قال : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتب ، قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمّد السمري ـ قدّس اللّه‏ روحه ـ فحضرته قبل وفاته بأيّام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته :

« بسم اللّه‏ الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمّد السمري أعظم اللّه‏ أجر اخوانك فيك ، فانّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام ، فاجمع أمرك ، ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلاّ بعد إذن اللّه‏ تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمَن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ . ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه‏ العليّ العظيم » .

قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيّك من بعدك ؟ فقال : « للّه‏ أمر هو بالغه » ، ومضى رضي اللّه‏ عنه . فهذا آخر كلام سمع منه [۱۲].


ومن الوكلاء ببغداد : ابن عمر السعيد وابنه ، وحاجز ويقال له الوشّاء ، و البلالي وهو محمّد بن عليّ بن بلال ، و العطّار وهو محمّد بن يحيى ، و محمّد بن أحمد بن جعفر .

ومن وكلائه من أهل الكوفة : العاصمي .

ومن الأهواز : محمّد بن ابراهيم بن مهزيار .

ومن قم : أحمد بن إسحاق .

ومن أهل همدان : محمّد بن صالح .

ومن الريّ : ا لبسّامي و محمّد بن أبي عبد اللّه‏ الأسدي .

ومن أهل آذربايجان : القاسم بن العلاء .

ومن نيشابور : محمّد بن شاذان ، وغيرهم جمع كثير [۱۳] .


۲-الغيبة الكبرى : [تعديل]

وقد بدأت الغيبة الكبرى منذ سنة۳۲۹هجرية ، وهي السنة التي وقعت فيها وفاة آخر سفير للامام عليه‏السلام ولا تزال حتى يومنا هذا ، وتستمر حتى يأذن اللّه‏ تعالى بظهوره .

و الامام المهدي عجّل اللّه‏ تعالى فرجه الشريف هو المتيقّن والموعود ظهوره في آخر الزمان ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، بإخبار النبي صلى ‏الله‏ عليه ‏و‏آله ‏وسلم بذلك ضمن أحاديث جمّة وردت في كتب الفريقين من الشيعة الامامية و أهل السنّة .

وقد ورد النصّ عليه بالخصوص وعلى غيبته وعلى ضرورة ظهوره و علامات ذلك في روايات عديدة [۱۴]
، منها : ما رواه الصدوق عن محمّد بن علي بن ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، عن معاوية بن حكيم ، و محمّد بن أيّوب بن نوح ، و محمّد بن عثمان العمري قالوا :

« عرض علينا أبو محمّد الحسن بن علي ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا . قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلاّ أيّام قلائل حتى مضى أبو محمّد عليه‏السلام » [۱۵] .

وروى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن أبيه ـ علي بن بابويه ـ و محمّد بن الحسن و محمّد بن موسى المتوكل ، عن سعد بن عبد اللّه‏ و عبد اللّه‏ بن جعفر الحميري و محمّد بن يحيى العطار ، جميعاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم و أحمد بن أبي عبد اللّه‏ البرقي و محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، جميعاً عن أبي علي الحسن بن محبوب السراد ، عن داود بن الحصين ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه‏السلام عن آبائه قال : « قال رسول اللّه‏ صلى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله ‏وسلم : المهدي من ولدي ؛ اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً ، تكون له غيبة وحيرة حتى تضلّ الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً » [۱۶]


المراجع [تعديل]

۱. الكافي ۱ : ۳۲۵ ، ح ۱   
۲. وقيل : سنة ( ۲۵۴ ) و ( ۲۵۵ ) و ( ۲۵۶ ) و ( ۲۵۷ ) .
۳. صفته : كان أبو محمّد عليه‏السلام ذا جلالة وهيأة حسنة ، ولم ير ولم يسمع بمثله في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه ، ولم ير له ولي ولا عدوّ إلاّ وهو يحسن القول فيه والثناء عليه .
۴. وقيل : انّه ولد سنة ۵۸ ومضى أبو محمّد وللخلف سنتان وأربعة أشهر . ( انظر : تاريخ أهل البيت عليهم‏السلام : ۸۸ ) .
۵. الغيبة ؛ للطوسي : ۳۵۴ ـ ۳۵۵   
۶. الغيبة للطوسي : ۳۵۴ ، ط ـ مؤسسة المعارف ۱۴۱۱ هـ   
۷. الغيبة ؛ للطوسي : ۳۵۶   
۸. أو سنة ( ۳۰۵ ) كما في الإيقاد : ۲۵۴ .
۹. الغيبة ؛ للطوسي : ۳۶۰   
۱۰. كمال الدين : ۱۶۵ ، ح ۴۴ . الغيبة ؛ للطوسي : ۳۹۵ . الخرائج و الجرائح ۳ : ۱۱۲۹ . إعلام الورى ۲ :   
۱۱. الإيقاد : ۲۵۴ .
۱۲. الغيبة ؛ للطوسي : ۳۷۱ ـ ۳۷۲   
۱۳. انظر : إثبات الهداة ۳ : ۴۳۹ ـ ۶۵۶ . ونقل أيضاً الروايات الدالّة على علامات ظهوره ۳ : ۷۱۴ ـ ۷۴۲ .
۱۴. اعلام الورى ۲ : ۲۷۳ . كشف الغطاء ۱ : ۱۰۱ ـ ۱۰۲    
۱۵. انظر : جامع أحاديث الشيعة ۱ : ۱۲۶ ـ ۲۱۹ ، ب ۴ من المقدمات . فقد عُقد فيه باب مفصّل تحت عنوان ( حجّية فتوى الأئمة من العترة الطاهرة ) .
۱۶. كمال الدين ۲ : ۴۳۵ .



المصدر [تعديل]

الموسوعة الفقهية - موسسة دائرة المعارف الفقه الاسلامي   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار