الإصحار(خام)
إصحار أوّلًا- التعريف:
الإصحار: مصدر أصحر، وهو الخروج إلى الصحراء، يقال: أصحر الرجل، أي خرج إلى الصحراء
[1] .
واستعمله الفقهاءبنفس المعنى اللغوي.
ثانياً- الحكم الإجمالي ومواطن البحث:
نصّ الفقهاء على استحباب الإصحار، وذلك في بعض الصلوات كالتالي:
۱- صلاة العيدين:
لا خلاف بين الفقهاء في استحباب الإصحار بصلاة العيدين- أي الفطر والأضحى- بل إجماعاً
[2] مستفيضاً نَقْله، إن لم يكن متواتراً كما صرّح به غير واحد
[3] ، مضافاً إلى النصوص المدّعى استفاضتها
[4] .
منها: ما روي في الصحيح عن معاوية ابن عمّار عن أبي عبد اللَّه عليه السلام: «أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج حتى ينظر إلى آفاق السماء، وقال: لا يصلّينّ يومئذٍ على بساط ولا بارية»» .
ومنها: رواية ليث المرادي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يوم فطر أو أضحى: لو صلّيت في مسجدك؟
فقال: إنّي لُاحبّ أن أبرز إلى آفاق السماء»
[5] .
وغير ذلك من الأخبار
[6] .
ويستثنى من الإصحار هنا مكّة المكرّمة، فإنّ المستحبّ الإتيان بصلاة العيدين فيها في المسجد الحرام بالإجماع
--------------------------------------------------------------------------------
[7] انظر: الصحاح ۲: ۷۰۸. لسان العرب ۷: ۲۸۹. المصباح المنير: ۳۳۴. مجمع البحرين ۲: ۱۰۱۱.
[8] التذكرة ۴: ۱۴۱. جامع المقاصد ۲: ۴۴۳. الذخيرة: ۳۲۲. الحدائق ۱۰: ۲۶۴.
[9] مصباح الفقيه (الصلاة): ۴۷۱ (حجرية). جواهرالكلام ۱۱: ۳۷۳.
[10] الرياض ۴: ۱۰۲. جواهر الكلام ۱۱: ۳۷۳.
[11] الوسائل ۷: ۴۵۱- ۴۵۲، ب ۱۷ من صلاة العيد، ح ۱۰.
[12] الوسائل ۷: ۴۵۱، ب ۱۷ من صلاة العيد، ح ۷.
[13] انظر: الوسائل ۷: ۴۴۹، ب ۱۷ من صلاة العيد.
المصرّح به
[14] .
وذلك لما رواه حفص بن غياث عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السلام قال: «السنّة على أهل الأمصار أن يبرزوا من أمصارهم في العيدين إلّاأهل مكّة فإنّهم يصلّون في المسجد الحرام»
[15] .
وألحق ابن الجنيد بمكّة مسجد المدينة
[16] ؛ للحرمة.
وضعّف بأنّ النصوص تردّه عموماً وخصوصاً
[17] ، بل هو اجتهاد في مقابل النصّ
[18] .
واستثنى كثير من الفقهاء
[19] من الإصحار أيضاً حال الضرورة المانعة من الخروج، بل والموجبة للمشقّة الشديدة كمطر أو وحل أو برد أو حرّ ونحو ذلك؛ لعمومات نفي العسر والحرج، وخصوص خبر منصور بن حازم عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «مرض أبي يوم الأضحى فصلّى في بيته ركعتين ثمّ ضحّى»
[20] .
(انظر: صلاة العيدين)
۲- صلاة الاستسقاء:
يستحبّ الإصحار في صلاة الاستسقاء والخروج بها إلى الصحراء إلّافي مكّة المكرّمة، حيث تستحبّ الصلاة فيها في المسجد الحرام، بل عليه الإجماع
[21] .
وتدلّ عليه الأخبار كصحيح أبي البختري عن الإمام الصادق عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: «مضت السنّة أنّه لا يستسقى إلّافي البراري حيث ينظر الناس إلى السماء، ولا يستسقى في المساجد إلّابمكّة»
[22] .
وألحق ابن الجنيد مسجد النبي
--------------------------------------------------------------------------------
[23] المنتهى ۶: ۴۳. جواهر الكلام ۱۱: ۳۷۳.
[24] الوسائل ۷: ۴۴۹- ۴۵۰، ب ۱۷ من صلاة العيد، ح ۳.
[25] نقله عنه في المختلف ۲: ۲۸۲.
[26] الرياض ۴: ۱۰۲.
[27] جواهر الكلام ۱۱: ۳۷۳.
[28] جامع المقاصد ۲: ۴۴۴. المسالك ۱: ۲۵۲. كشفاللثام ۴: ۳۱۸. مستند الشيعة ۶: ۲۰۲. جواهر الكلام ۱۱: ۳۷۳.
[29] الوسائل ۷: ۴۲۵، ب ۳ من صلاة العيد، ح ۳.
[30] التذكرة ۴: ۲۰۷. الذكرى ۴: ۲۵۲. الحدائق ۱۰: ۴۸۶. وانظر: مستند الشيعة ۶: ۳۶۰. جواهر الكلام ۱۲: ۱۴۰- ۱۴۱.
[31] الوسائل ۸: ۱۱، ب ۴ من صلاة الاستسقاء، ح ۱.
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
[32] ، وردّ بعدم الوقوف على مستنده سوى القياس، وهو مخالف لصريح الخبر المتقدّم
[33] .
نعم، ذكر الشهيدان أنّه لو حصل مانع من الإصحار- كخوف وشبهه- صلّيت في المساجد
[34] . ونفى البأس عنه جماعة
[35] .
(انظر: صلاة الاستسقاء)
۳- صلاة الحاجة:
ورد الأمر بالإصحار والبروز إلى آفاق السماء في بعض كيفيّات وهيئات صلاة الحاجة:
ففي البيان: «صلاة الحاجة: ولها هيئات كثيرة، أتمّها ما روي عن الإمام الرضا عليه السلام من أنّه يصوم ثلاثة آخرها الجمعة، ثمّ ليبرز إلى آفاق السماء بعد الغسل والتطيّب والصدقة، ويصلّي ركعتين يقرأ في كلّ منهما بعد الفاتحة الإخلاص خمس عشرة مرّة...
[36] »
[37] . وذكر ذلك أيضاً في جمال الاسبوع
[38] .
وقال الحلبي في إشارة السبق: «وصلاة الحاجة ركعتان، يصام لها ثلاثة أيّام، أفضلها الأربعاء والخميس والجمعة، يصحر بها، أو يرتفع إلى أعلى داره، وخير أوقاتها قبل زوال الشمس من يوم الجمعة، والقراءة فيها ما ذكرناه، والدعاء فيها بالمأثور عن الصادقين عليهما السلام
[39] »
[40] .
إصداق (انظر: مَهر)
أصدقاء (انظر: صديق)
--------------------------------------------------------------------------------
[41] نقله عنه في المختلف ۲: ۳۴۳.
[42] الرياض ۴: ۱۹۰. جواهر الكلام ۱۲: ۱۴۱.
[43] الذكرى ۴: ۲۵۲. الروض ۲: ۸۶۵.
[44] الرياض ۴: ۱۹۰. مستند الشيعة ۶: ۳۶۰. جواهر الكلام ۱۲: ۱۴۱.
[45] انظر: الوسائل ۸: ۱۳۱، ب ۲۸ من بقية الصلواتالمندوبة، ح ۷.
[46] البيان: ۲۲۲.
[47] جمال الاسبوع: ۲۱۴.
[48] انظر: الوسائل ۸: ۱۳۲، ۱۳۴، ب ۲۸ من بقية الصلوات المندوبة، ح ۸، ۱۰.
[49] إشارة السبق: ۱۰۸.